أحدث الأخبار
  • 02:42 . مسؤول إيراني: احتمال اندلاع حرب جديدة مع "إسرائيل" وارد... المزيد
  • 12:44 . تغييرات إدارية وإقالات مبكرة وجدَل تحكيمي يشعل انطلاقة دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:42 . العفو الدولية: سياسة تجويع ممنهجة في غزة وسط استمرار المجازر... المزيد
  • 11:53 . نائب حاكم الشارقة يبحث مع مسؤولين مصريين التعاون القضائي والأكاديمي... المزيد
  • 11:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره السعودي المستجدات الإقليمية... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تستحوذ على 65% من طائرات "بوينغ" المسلّمة للشرق الأوسط في 2025... المزيد
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد

الذين يخافون من رواية !!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-03-2017


كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء حول رواية كنت قد انتهيت من قراءتها للروائي الشهير باراغاس يوسا (امتداح الخالة)، وقد ترجمها البعض تحت عنوان (امتداح زوجة الأب) فذكر لي أنه سمع بالرواية لكنه لم يقرأها؛ لأن الرواية واجهت نوعاً من النقد فيما يخص مفهوم الرواية باعتبار أن هناك من لا يرى أنها تتوافر على مقومات الرواية، ثم أكمل على هذه الملاحظة قائلاً (مع ذلك علينا أن نقرأ، ومن ثم نقرر ماذا نريد من قراءتنا للرواية).

ذكرت له أنني قرأتها كاملة ورأيتها مختلفة لا أكثر، ففسر النقد الذي واجهته الرواية في المجتمع العربي بأن الناس يحيلون كل شيء لثقافة العيب والعادات والدين وغير ذلك !

اتفقنا على أن الرواية ابنة المجتمع الجماهيري، نتاج المدينة الحديثة والثقافة الغربية، وأن هذا الفن العميق والعريق والمهم جداً لا يمكن أخذه بهذه البساطة وعرضه على معايير العادات والتقاليد، فلا يمكننا قبول أو رفض رواية عظيمة كرواية ( أنا كارنينا ) لعملاق الأدب الروسي ليو تولستوي لأنها تتعارض مع ثقافة المجتمع الشرقي مثلاً أو تصطدم بمفاهيم اجتماعية وقيم مقدسة.

علينا أن نقرأ الرواية كإبداع فني يحاول محاكاة الواقع أو معالجته كما ويحتفي به أو يفضحه ويكشف سوآته، هو فن في نهاية الأمر كالنحت والرسم والموسيقى، لا يمكن محاكمته ككتاب تاريخ أو دين، ووفق ثقافة العيب والخوف، الذي يخاف من رواية لا يمكنه أن يكتب تاريخاً أو يراكم فعلاً ثقافياً أو سلوكاً اجتماعياً من قبيل الحرية والإبداع !

اعترفت له أن الرواية (امتداح الخالة) رواية غريبة بعض الشيء، لكنها ليست مخيفة ولا تهدد الحياة أو الحياء، هي احتفاء بالتفاصيل الحياتية للإنسان العادي الذي يخجل من بعض أفعاله وسلوكياته، لكنه يفعلها ويتباهى بها، وهناك في حياتنا أفعال وتركة هائلة من المسكوت عنه في سلوكنا اليومي وفي تفاصيل علاقاتنا بأنفسنا وبأهلنا وبمن نحب، تفاصيل تحدد مسارات حياتنا أحياناً وتصنع بهجتنا وخلاصنا ومتعنا الكبرى.

كما تصنع انكساراتنا وسقوطنا وأمراضنا الخفية، مع ذلك فنحن نمعن في التباهي بأننا أصحاء جداً ونزيهون وأنقياء، ذلك ليس صحيحاً دائماً، لكن هذا ما نقوله لأن الآخرين يريدوننا أن نكون كذلك ليقبلونا بينهم، في الوقت الذي يكونون هم أيضاً ليسوا بتلك النزاهة والبراءة الظاهرة !

الكل يكذب على بعضه ليكون مقبولاً، لأن الكل يخاف من حالة انكشاف الحقيقة أمام الآخرين، وتلك هي الحقيقة التي سمعتها من أمي منذ سنوات بعيدة (إنه من يَخَفْ يكذب، ومن يكذب ينحرف حتماً) ! هذا ما تقوله الرواية، أو هذا ما وصلني من الرواية، لذلك لم أخف منها بل تركت شيئاً في داخلي حول ذلك الطفل الذي أنهى الرواية بطريقة مخيفة وغير متوقعة أبداً !!