كانت أبوظبي من خلال نظام السيسي وتوني بلير من أشد المتحمسين والدافعين لمقترح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو بشأن "السلام الإقليمي"، في سياق ما قالت أبوظبي أكثر من مرة "رؤيتها للمنطقة"، وفق ما يؤكده محللون سياسيون.

ورغم أن التسوية الإقليمية تم تسويقها مؤخرا بصورة كبيرة من جانب نتنياهو وضباط كبار في المخابرات الإسرائيلية وحديث موثق وموسع حول إقامة تحالف مع دول الاعتدال العربية ضد "الإرهاب"، ورغم أن وزير حرب الاحتلال سوق المشروع الإقليمي كونه يسمح بالالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق شعوب المنطقة عموما، إلا أن نتنياهو فاجأ الأوساط الإسرائيلية وألغى مقترحه.

فما هو المقترح الإقليمي؟

مقترح نتنياهو شمل استعداده لحل وسط اقليمي على أساس حل الدولتين وكبح البناء في المستوطنات. وكان من المفروض أن يعلن عنه في قمة القاهرة أو شرم الشيخ مع عبد الفتاح السيسي، مع عبد الله الثاني ملك الأردن، في بداية نوفمبر 2016.
تقول المصادر الإسرائيلية، كان من المتوقع أن تكون قمة مصر البداية لمبادرة سلام إقليمية، ونتنياهو كانا ينويان بعد عودتهما إلى البلاد الإعلان عن مفاوضات ماراثونية لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
عدد من الجهات الدولية كانت على صلة بالأمر، والوثيقة ومضمونها كانت معروفة للمسؤولين الرفيعين في حكومتي مصر والأردن، ورئيس حكومة بريطانيا السابق طوني بلير الذي كان على صلة بالمحادثات، ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري وبعض مستشاريه. 

جون كيري يتحدث عن دور الإمارات والسعودية

في يونيو الماضي التقى نتنياهو مع جون كيري على وجبة عشاء في مطعم «فاير لويجي» في روما. وقد استمر هذا اللقاء ست ساعات. 
«ما هي خطتك مع الفلسطينيين؟ ما الذي تريد أن يحدث الآن؟»، سأل كيري نتنياهو. وعاد نتنياهو  وقال إنه يريد السير في مبادرة إقليمية مع الدول العربية.

فرد عليه كيري، قائلا: إن الخطوات التي تريد القيام بها غير كافية لجعل دول عربية مثل السعودية والإمارات تنضم إلى مبادرة السلام الإقليمية».
اعلان ايجابي غامض حول مبادرة السلام العربية، وخطوات رمزية في الميدان، لن تساعدك في إحضار العرب إلى الطاولة. أنا أعرف ذلك لأنني سألتهم»، قال كيري لنتنياهو». لا يوجد لديك مسار للعودة إلى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، ولا يوجد لديك مسار للدول العربية. لقد وصلت إلى سقف الزجاج. فما هي خطتك؟».
لقد اقترح كيري على نتنياهو في لقاء روما مبادرة إقليمية معدلة للمبادرة التي اقترحها في العقبة قبل 4 شهور. في بداية حزيران أجري في باريس لقاء بمشاركة ثلاثين وزيرا للخارجية، كجزء من مبادرة السلام الفرنسية. 

وقد شمل اقتراح كيري عقد مؤتمر إقليمي للسلام بمشاركة اسرائيل والفلسطينيين والدول العربية السنية، بما في ذلك السعودية والإمارات، اللتان ليس لاسرائيل معهما علاقات دبلوماسية، وروسيا والصين ودول بارزة في الاتحاد الاوروبي. واقترح كيري عقد المؤتمر على اساس المبادىء الستة للمفاوضات حول الاتفاق النهائي، التي طرحها في قمة العقبة والتي شملت الاعتراف بالدولة اليهودية.

كيري قال لنتنياهو إن هذا المقترح سوف يؤدي إلى استئناف المفاوضات المباشرة وايجاد قناة للحوار مع دول عربية تشمل النقاشات حول الترتيبات الأمنية الاقليمية التي تريدها اسرائيل، واعتراف دول عربية وغربية كثيرة بالمبادىء الهامة بالنسبة لنتنياهو مثل الاعتراف بالدولة اليهودية.

ومؤخرا يصر مسؤولون مصريون وإماراتيون في مختلف المحافل الدولية على إيجاد حل للقضية الفلسطينية، ليس من أجل إقامة دولة فلسطينية وعودة اللاجئين وإنما لتوفير مظلة وغطاء لدمج إسرائيل في المنطقة العربية بحسب اتهامات ناشطين فلسطينين وعربا.