أشار توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق، خلال مشاركته في «آسبن أبوظبي منتدى الأفكار» الذي انطلقت أعماله في جامعة نيويورك في أبوظبي السبت(4|3) - إلى أن "هناك مشكلة في اختطاف الدين الإسلامي من خلال مجموعة متطرفة لا علاقة لها بالدين الإسلامي، والحديث عن الأيديولوجية الإسلامية بأنها متطرفة نوع من التعميم الخاطئ، وعندما نترك للمتأسلمين تعريف الإسلام تحدث المشكلة"، على حد تعبيره.

ويلتقي بلير مع أبوظبي ونظام السيسي في اعتبار كل مسلم لا ترضى عنه الأجهزة الأمنية ممن تنطبق عليه توصيفات بلير السابقة. وسبق لبلير أن كتب عدة مقالات وشارك في عدة دراسات تم تقديم بعضها للرئيس الأمريكي ترامب، تتعلق بمكافحة الإسلام الوسطي دون تفريق مع أي جهود تبذل في مواجهة التطرف العنيف. وطالب بلير بزيادة تمويل الحروب التي تشنها واشنطن مع حلفائها في المنطقة الخليجية ضد الإسلام الوسطي وجماعات العنف على حد سواء.

وتابع بلير، مجرم حرب العراق والمسؤول إلى جانب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن بتدمير العراق، قائلا: "إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت قوة مدمرة، حيث تقوم بعمل جماعات منفصلة لا تتصل ببعضها، فضلاً عن ظاهرة الأخبار الزائفة، وهناك الكثير من الصعوبات في تدقيق تلك الأخبار، كما أصحبت وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر على الأحزاب السياسية وتدعم الاستيلاء عليها، وصارت تلك الوسائل أشبه بموجات تسونامي"، على حد قوله.

ومن جهة ثانية، انتقد بلير مشروع "الهايبر لوب" الذي تعكف دبي على تدشين أحد مشروعاته، وهو أحدث ثورة في عالم النقل، كون هذا المشروع سيؤثر على فرص العمل، وسيزيح كثيراً من الوظائف، بحسب بلير.

وتحدثت لبنى القاسمي وزيرة دولة للتسامح مكررة ما تقوله في كل مناسبة بشأن مركز "صواب" و"هداية" وغيرها من أدوار في مكافحة "التطرف والإرهاب"، والذي يتخصص في انتقاد التراث الإسلامي فقط، فيما لو تم الحديث عن التطرف لدى أتباع الديانات الأخرى فستتم محاكمته في أبوظبي بالسرعة القصوى بتهمة بث الكراهية وازدراء الأديان.

يشار أن صحيفة "نيويورك تايمز" كشفت في ديسمبر الماضي عن تجسس جهاز أمن الدولة في أبوظبي على طلاب وأساتذة جامعة نيويورك بالتواطؤ مع إدارة الجامعة نفسها.