أحدث الأخبار
  • 02:42 . مسؤول إيراني: احتمال اندلاع حرب جديدة مع "إسرائيل" وارد... المزيد
  • 12:44 . تغييرات إدارية وإقالات مبكرة وجدَل تحكيمي يشعل انطلاقة دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:42 . العفو الدولية: سياسة تجويع ممنهجة في غزة وسط استمرار المجازر... المزيد
  • 11:53 . نائب حاكم الشارقة يبحث مع مسؤولين مصريين التعاون القضائي والأكاديمي... المزيد
  • 11:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره السعودي المستجدات الإقليمية... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تستحوذ على 65% من طائرات "بوينغ" المسلّمة للشرق الأوسط في 2025... المزيد
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد

«بيزنس» الطب

الكـاتب : علي العمودي
تاريخ الخبر: 05-01-2017


لولا متابعتي للأمر شخصياً ورؤية الفواتير المقدمة، لاعتبرته من قصص الخيال العلمي، ولكننا في زمن الغرائب والعجائب، والطب الذي تحول إلى تجارة و«بيزنس» ببركات التأمين الصحي، وما أحدثه في المشهد العام وحياة الإنسان في عصرنا.

القصة باختصار أن شخصاً تعرض لعارض صحي بينما كان في عمله، هرع إليه زملاؤه وأسعفوه، معتقدين أنه مجرد تعب وإرهاق، قبل أن يعاوده العارض من جديد، ما تطلب منهم نقله إلى المستشفى الذي يتردد إليه، فإذا بذلك المستشفى يعترف بمحدودية قدراته أمام الحالة، وأنه لا يرى أمراً خطيراً، وإنما من باب الاطمئنان والتأكد، قام بإرساله وبواسطة سيارة الإسعاف إلى مستشفى آخر له «اسم غربي رنان» ومجهز- كما قالوا- بأحدث الأجهزة والتقنيات، فاحتجزه الأخير بين جدران مبانيه الباذخة الديكور الخاوية من المراجعين حتى يكون قيد الملاحظة والمراقبة الطبية. كانت الساعة وقتها تقترب من السادسة مساءً وعند منتصف نهار اليوم التالي، وعلى طريقة فنادق الخمس نجوم في «التشيك آوت»، قيل له بإمكانك الآن المغادرة للبيت، فلا شيء خطيراً يهدد حياتك، فقط استمر على هذه الأدوية. ليطمئن الرجل قبل أن تأتيه الصدمة التي لا يمكن أن تخطر لكم على بال، فقد جاءته الفاتورة المطلوب منه سدادها لقاء المكوث في ذلك المبنى الباذخ، فرك عينيه سبعاً ليتأكد من صحة المبلغ المدون فيها، والذي أكدته موظفة الاستقبال بعدها، فقد كان الرقم 200.146.41 ، مئتي ألف ومئة وستة وأربعين درهماً وواحداً وأربعين فلساً. أسقط في يده، فلو أنه استقل طائرة للولايات المتحدة على درجة رجال الأعمال وراجع عيادة متخصصة هناك وعاد لما اقتربت التكلفة من المبلغ الوارد في الفاتورة. لتبدأ معه جولات من المفاوضات الشاقة انتهت بقبول المستشفى كل الرصيد المتاح له في بطاقته الائتمانية، وقدره عشرون ألف درهم!! وخرج الرجل ليتابع جولات أخرى من المفاوضات لاسترداد ما دفع من شركة التأمين الصحي التي يتبعها، والتي انتقدت ذهابه لذلك المستشفى الذي فوجئ بأنه غير مدرج ضمن مزودي الخدمات الطبية المعتمدين لدى شركته، متناسين أنه لم يذهب إليه طواعية، وإنما محمول في سيارة إسعاف وفي حالة طارئة!!

تحياتي للذي غضب من قولي بأن التأمين الصحي سلب الطب إنسانيته، وجعله «بيزنس»، وسلامتكم من كل شر.