أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

في روما لن تفعل كما يفعل أهلها!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 31-12-2016


تقول إليزابيث جيلبيرت صاحبة كتاب »طعام، صلاة، حب«، إنها عندما كانت تعاني أزمة ما بعد الطلاق التي عصفت بحياتها وصحتها وكادت تودي بها للموت، قررت أن تحقق رغبة قديمة لطالما حلمت بها، وهي أن تتعلم اللغة الإيطالية، وبعد أن أصبحت الظروف ملائمة لتحقيق هذه الأمنية قررت السفر إلى إيطاليا مباشرة، فقد يسهم ذلك في إخراجها من الوضع النفسي المقلق الذي كانت تتخبط فيه!

ومع يقينها بأهمية ذلك، إلا أنها فكرت فيما يمكن أن يقوله أصدقاؤها وزملاؤها في العمل وأقرباؤها، فلماذا عليها الآن أن تتعلم الإيطالية؟ ما الذي ستجنيه من تعلم اللغة الإيطالية تحديداً؟ لماذا لا تتعلم شيئاً أكثر نفعاً كما يفعل من هم في مثل حالتها؟

ففي مجتمع متحرر، كالولايات المتحدة على الفرد أن يفكر فيما يفضله الناس المحيطون به ويوافقون عليه، أي أن يفعل كما يفعل الآخرون، تماماً كما يؤكد المثل الإنجليزي (إذا كنت في روما فتصرف كالرومان) أو إذا كنت في إيطاليا فافعل كما يفعل أهلها!!

كنت في العاصمة الإيطالية روما قبل أسبوعين، قلت لنفسي لأودع هذه السنة بكل متاعبها الأليمة، على طريقة أهل روما الذين يتعاملون مع الحياة باعتبارها طبق سباجيتي وثياباً أنيقة والكثير من الثرثرة والاستمتاع، لكنك مهما حاولت أن تجاري أهل روما أو الإيطاليين فستجد صعوبة كبيرة، فالإيطاليون يختلفون عن كل شعوب أوروبا الذين زرت مدنهم وتعاملت معهم. ليسوا ببرودة الإنجليز، ولا صلافة الألمان. ولا عنجهية الفرنسيين.

ولا تزمت السويسريين، إنهم يعيشون على طريقتهم، على الطريقة الإيطالية التي تناسبهم تماماً، لأنهم مزيج من كل تلك السمات التي تطبع سكان السواحل والجزر، فهم يشبهون أهل الإسكندرية وبيروت وطنجة، هم في الشمال أكثر تحفظاً وفي الجنوب أكثر دفئاً وتودداً للآخرين، وهم يجدون دائماً طريقة للتفاهم معك حتى لو كانت معرفتهم بالإنجليزية لا تتعدى بضع كلمات!

يقولون لك في أكثر المقاهي رقياً إنه عليك أن تنتظر دورك لكنك ببساطة يمكنك اجتياز الطابور والجلوس على الطاولة الفارغة التي لاحت لك من بعيد، وستبتسم لك النادلة وسيسارع النادل بوضع سلة الخبز وقائمة الطعام أمامك، وستشكر ربك أنك في روما، لأنك لو فعلت ذلك في ألمانيا فتوقع أن يطردك النادل من المطعم بكل جلافة! ستأكل أشهى الأطعمة هناك وستعرف عادات طعام لا يحتملها الإيطاليون، ستلمس مرونتهم مع الوقت، وأن وجبة الغداء يمكن أن تمتد لأكثر من ساعتين ما بين طبق يجيء وآخر يرفع وما بين فنجان كابوتشينو وصحن تيراميسو، الإيطاليون يطهون طعامهم بحرفية ويتناولونه على مهل تاركين مساحات كبيرة للثرثرة والأحاديث الودودة ولكن بصوت عالٍ دائماً! يحدثونك عن الفساد بدقة وأنه السبب في ما هم عليه من أزمات لكنهم يمارسونه بشكل طبيعي جداً!