أحدث الأخبار
  • 10:14 . وزير الخارجية الإيراني يزور السعودية وقطر تمهيداً لمفاوضات مسقط النووية... المزيد
  • 10:13 . الهند وباكستان.. اشتباكات حدودية وتبادل اتهامات بالتصعيد... المزيد
  • 10:12 . "التعليم والمعرفة": تعديل رسوم المدارس الخاصة مرتبط بجودة التعليم وكلفة التشغيل... المزيد
  • 10:12 . ملايين الإسرائيليين يفرون للملاجئ بعد هجوم صاروخي من اليمن وتوقف الطيران في "بن غوريون"... المزيد
  • 10:12 . جمعية الإمارات للفلك: عيد الأضحى يوم الجمعة 6 يونيو والإجازات تبدأ من وقفة عرفة... المزيد
  • 10:12 . اتفاقيات الإمارات وكينيا العسكرية والاقتصادية.. هل تُوظَّف لخدمة تمويل الدعم السريع في السودان؟... المزيد
  • 10:57 . إذاعة "جيش" الاحتلال: ترامب قرر قطع الاتصال مع نتنياهو... المزيد
  • 10:54 . العاهل السعودي يدعو قادة دول الخليج إلى قمة "خليجية أمريكية" تزامنا مع زيارة ترامب... المزيد
  • 10:53 . أكثر من مليار دولار .. حجم الخسائر العسكرية في مواجهة الحوثيين... المزيد
  • 10:52 . أبوظبي ترد على تقرير العفو الدولية عن أسلحة السودان: "مضلل وبلا أدلة"... المزيد
  • 10:51 . “أبواب الجحيم”.. القسام تعلن قتل وإصابة 19 جنديا للاحتلال في رفح... المزيد
  • 11:24 . رويترز: التعاون النووي الأمريكي مع السعودية لم يعد مرتبطا بالتطبيع مع "إسرائيل"... المزيد
  • 09:20 . تحقيق استقصائي يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة ومصيره... المزيد
  • 07:48 . تصاعد الخطاب الدبلوماسي بين أبوظبي والسودان بعد قرار قطع العلاقات... المزيد
  • 06:28 . العفو الدولية تكشف تزويد أبوظبي قوات الدعم السريع بأسلحة صينية... المزيد
  • 12:01 . أمريكا تسمح بالتمويل القطري لرواتب موظفي سوريا... المزيد

الترابط الأسري طريق المجتمع الآمن

الكـاتب : خالد الخاجة
تاريخ الخبر: 30-11--0001


الأسرة هي النواة الأولى للمجتمع، بل هي العنوان الكاشف لحالة أفراده وطبائعهم وسلوكياتهم، فالمجتمعات مهما كان حجمها، تبدأ بالفرد الذي لا يكون له وجود إلا من خلال الأسرة، وهي الدائرة الأولى والأقرب التي يتعلم منها كيف يتعامل مع من حوله، ذلك أن سلوكيات الفرد ومفردات لغته مكتسبة في جانب كبير منها، كما أن اتجاهاته نحو القضايا التي يتعرض لها في حياته يغترف فيها من معين الأسرة، وقد يتقمص شخصية والده ويحاكيه.

خاصة في سنواته الأولى التي تدوم تجاربها طويلاً، لذا كانت سلوكيات الأبناء والقيم التي يتحلون بها، تعبيراً عن حالة الأسرة ذاتها، كما أن سيرة الأسرة التربوية وسمتها كفيلتان بمعرفة كيف تكون حالة أبنائها، باعتبار أن المحيط الأولي للفرد يترك آثاراً سلوكية ونفسية من الصعب محوها.

ومن هنا تعددت المهام المنوط بالأسرة القيام بها تجاه أفرادها، سواء في الجانب التربوي أو الاجتماعي أو الثقافي، وكما يقول الشاعر: وينشأ ناشئ الفتيان منّا * على ما كان عوّده أبوه وهو ما يؤكد أن قيام الأسرة بدورها تجاه أبنائها، يوفر الكثير من الجهد والوقت والمال على العديد من المؤسسات التربوية بكل أشكالها، كما أن تقاعسها عن هذا الدور يجعل من الصعب على أية مؤسسة أن تكون بديلاً عنها فيه أو تحتل مكانها، وهو ما يدل على أنها المؤسسة التربوية الأهم، وبصلاحها يصلح المجتمع، بل هي المؤسسة الأنجح قبل قيام المؤسسات كافة، وإلا فمن أين استقى القادة العظام عبر العصور الذين غيروا مسارات التاريخ قيمهم، وتعلموا كيف تكون القيادة في وقت لم يكن فيه ما نراه الآن من مؤسسات تربوية غير الأسرة؟!

على الجانب الآخر، إذا أردت أن تعرف كيف انحرف المنحرفون، وأقدم المجرمون على اقتراف جرائمهم، بل كيف ذهب قادة بشعوبهم إلى أتون الهلاك والدمار والحروب، فابحث عن نشأتهم الأولى، ستجدها افتقدت العطف أو النموذج السوي الذي يمكن التمثل به.

أقول هذا بعد أن استوقفتني مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد «إن للأسرة دوراً مهماً في حياتنا»، وهي رسالة واضحة لدور الأسرة في التنشئة السليمة للأبناء، وهو ما يعني أن يقوم جناحاها وهما الأب والأم بدورهما، فالأمومة والأبوة لا توثق بشهادة ميلاد فقط، لكنها دور ورسالة يجب أن يقوم بها كل طرف، حتى يخرج للمجتمع قيمة إنسانية راشدة تجعل لحياته معنى، وكما يقول الشاعر: نِعَم الإله على العباد كثيرة * وأجلّهن نجابة الأبناء

ونجابة الأبناء لا تعني التفوق الدراسي أو إحراز قدر كبير من النبوغ العلمي، لكنها تعني رفعة الأخلاق وجميل الخصال وقويم السلوك، فعلم دون خلق يصبح وبالاً على صاحبه وعلى المجتمع. ومما لا شك فيه أن وعي الأسرة بالأسلوب الأمثل لتربية الأبناء دون إفراط أو تفريط، يسهم في توثيق النسيج الاجتماعي للمجتمع، فالتدليل المفرط للأبناء يخرج للمجتمع نمطاً من الأشخاص يميلون إلى النزعات الفردية وحب التملك، واليأس والإحباط عند أول تعثر، والهشاشة النفسية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية أو الصبر والجلد وقوة التحمل عند مواجهة التحديات، وهؤلاء لا يعتمد عليهم ولا يعول في بناء أوطانهم، لأنهم اعتادوا على الاعتماد على غيرهم.