أحدث الأخبار
  • 02:42 . مسؤول إيراني: احتمال اندلاع حرب جديدة مع "إسرائيل" وارد... المزيد
  • 12:44 . تغييرات إدارية وإقالات مبكرة وجدَل تحكيمي يشعل انطلاقة دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:42 . العفو الدولية: سياسة تجويع ممنهجة في غزة وسط استمرار المجازر... المزيد
  • 11:53 . نائب حاكم الشارقة يبحث مع مسؤولين مصريين التعاون القضائي والأكاديمي... المزيد
  • 11:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره السعودي المستجدات الإقليمية... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تستحوذ على 65% من طائرات "بوينغ" المسلّمة للشرق الأوسط في 2025... المزيد
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد

فن السرقة

الكـاتب : علي العمودي
تاريخ الخبر: 29-10-2016


كنت في زيارة لأحد الأقطار العربية الشقيقة تعرفت فيها على مخرج سينمائي مبدع ولكنه قليل الحظ، كحال المبدعين الحقيقيين الملتزمين برسالة الفن الذي يعشقون. عندما اقتربت من عالمه الخاص والصغير أدركت سر الحالة التي يعيشها ومعاركه الخاسرة المتواصلة، وهي مماثلة لمعارك يومية يخوضها الملتزمون برسالتهم وأهدافهم في خدمة أوطانهم ومجتمعاتهم. 

صاحبنا في بداية مسيرته مع الإخراج السينمائي طرق أبواب الجهات المختصة طلباً للتمويل والدعم ليصطدم بأصحاب النفوذ ممن جعلوا من السرقة فناً وقننوا سرقاتهم بمسميات غريبة عجيبة، يوافقون معها على تمويل أي مشروع فني مقابل ضمان حصولهم على نسبة من التمويل!!. وهكذا تدور الدائرة. عند كل محطة هناك نسبة تدفع لتمرير المحطة التالية.

عندما نجح صاحبنا في إخراج فيلم خاص به وبموازنة تقدر بواحد بالمئة من الموازنات التي يمررها متخصصو «فنون السرقة»، وبعدما فاز فيلمه بجائزة وتسبب في تغيير أحد القوانين المجحفة بحق المرأة في بلاده، شنوا عليه حرباً ضروسا مما دفعه لحزم حقائبه والهجرة إلى أوروبا. في الغربة تأكد لديه بأن مكانه الحقيقي في بلاده التي عاد إليها أكثر تصميماً على منازلة لصوص المال العام والفساد مهما كان.

نموذج تكاد تجده في كل ركن وزاوية في العديد من أقطارنا العربية التي ينتشر فيها الفساد والمفسدون ممن ينظرون للمال العام ومواقع المسؤولية العامة على أنها من غنائم الحرب التي يجب تقاسمها والتخلص من عائداتها في أسرع وقت بانتظار غنيمة جديدة. وتتسع دائرة الفساد مع نجاحهم في ضم «لص» جديد يعرض ضميره للبيع في المزاد الذي ينصبه له النصابون ولصوص المال العام المنتشرون في كل مكان.

والأكثر مرارة في واقع تلك البلدان أن تجد من يبرر لك الفساد، ويرده لمتطلبات الحياة والتزامات المعيشة وضآلة الرواتب والمداخيل. وأن هذا الموظف البسيط يرى الأموال الطائلة تمر من بين يديه وهو الذي يفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة.

مبررات زائفة يسوقها اللصوص لتبرير سرقاتهم، وهم ينهشون في مفاصل اقتصادات بلدانهم، حيث عشش الفساد واستوطن وفرخ متنفذين لا يتزحزحون عن مواقعهم كيلا يفقدوا امتيازاتهم ومداخيلهم غير المشروعة.