أحدث الأخبار
  • 07:56 . السعودية تتجه لعقد صفقات اقتصادية ضخمة مع سوريا... المزيد
  • 06:59 . الاحتلال الإسرائيلي يمهد لفرض السيادة على الضفة الغربية وغور الأردن... المزيد
  • 01:16 . إعلام عبري: ويتكوف يتوجه للدوحة خلال أيام حال التقدم بمفاوضات غزة... المزيد
  • 01:14 . "المصرف المركزي" يطلق مشروعاً لدعم تحول البنية التحتية المالية... المزيد
  • 11:42 . أكثر من 100 منظمة دولية تحذر من خطر "المجاعة الجماعية" بغزة... المزيد
  • 11:08 . مقتل شرطيَّين في محافظة كردستان الإيرانية باشتباكات على الحدود مع العراق... المزيد
  • 11:07 . صحيفة: ضغوط مصرية تُجبر شيخ الأزهر على سحب بيان حاد بشأن مجاعة غزة... المزيد
  • 02:24 . واشنطن تفرض عقوبات على شركات في الإمارات تهرب النفط للحوثيين... المزيد
  • 06:24 . الإمارات تعلن ضبط أكثر من 32 ألف مخالف لقانون الإقامة خلال ستة أشهر... المزيد
  • 05:36 . الرياض ولندن تعززان التعاون الأمني بتوقيع اتفاقيات جديدة... المزيد
  • 11:30 . محمد بن راشد يصدر قانوناً جديداً لتسوية منازعات بناء منازل المواطنين في دبي... المزيد
  • 11:28 . إطلاق باقة برامج صيفية تعليمية وثقافية لـ387 ألف طالب وطالبة بدبي... المزيد
  • 11:27 . "التعاون الخليجي": حصار غزة انتهاك صارخ ويتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا... المزيد
  • 10:39 . مجزرة فجرية جديدة.. الاحتلال يواصل استهداف الباحثين عن الطعام في غزة... المزيد
  • 10:37 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:31 . أبرزها بريطانيا وفرنسا.. 25 دولة تدعو إلى إنهاء الحرب في غزة فوراً... المزيد

مصير الأندلس وواقع العرب

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 21-10-2016


من يتابع ما يحدث في العالم العربي حالياً من أحداث تتمثل في النزاعات السياسية والفتن الطائفية والحروب الأهلية، وتدخل القوى الأجنبية في شؤونه.. سيشعر بالقلق والخوف على هذه الأمة، فهدف كثير من الأجندات الحالية، هو تفتيت الوطن العربي وتحطيمه وتدميره وتفكيك وحدته وتمزيق نسيجه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي وبث الفرقة فيه وسلخه عن هويته ولغته وعقيدته وتاريخه وحضارته وثوابته الوطنية والدينية والتاريخية والقومية.

ولعل ما يجري من تفتيت للأمة العربية، واستخدام الوكلاء في الحرب الناعمة والخشنة عليها، يشبه ما حدث للأندلس قبل زوال دولتها، لذلك يتعين عند متابعة مثل هذه الأحداث العودة بالذاكرة التاريخية إلى ما حدث للمسلمين في الأندلس، للتعلم من تجربتهم، لأن معظم ما أصاب مسلمي الأندلس يتكرر اليوم في المشهد العربي. وخطورة ذلك أن تشابه الأحداث وتكرارها يؤدي إلى نتائج مشابهة للنتائج التي وصلت إليها حالة الأندلس، أي الانهيار والتفتت والسقوط والزوال.

لذلك على العرب في راهنهم أن يدرسوا مصير الأندلس، وكيف انتهت تلك الحضارة العظيمة وزالت بعد بلوغها مستوى عالياً من القوة والازدهار. وخلاصة ما ذكره المؤرخون حول الأسباب الكامنة وراء ذلك الانهيار، أن المسلمين تخلّوا عن بعض فضائلهم وقيمهم التي فتحوا بها تلك البلاد، والتي كانت توحدهم وتميزهم عن غيرهم، وساعد ميل البنية الديموغرافية المتنافرة التي يتكون منها أهل الأندلس، من عرب وبربر وموالٍ ومولدين ومستعربين ويهود، إلى إيجاد تكتلات وبؤر عمرانية خاصة بكل طائفة، الأمر الذي مهد لمطالبة بعض أهل الأندلس بالاستقلال الذاتي.

وأهم من ذلك أن الابتعاد عن قيم الفاتحين، في الزهد والتواضع والصبر ونكران الذات، انعكس على ثقافة الشعب الأندلسي الذي أصيب بنوع من التبلد والضمور الروحي، فتراجع الجانب الذي كوّن قوة الأندلس ومثّل محركاً أساسياً لصناعة الازدهار فيها.

ولو قلّبنا صفحات التاريخ ونظرنا في الأسباب العميقة لهذا الانهيار، لوجدنا أن للاختلاف والفرقة دوراً رئيسياً في ذلك، خاصة بعد أن أصبح لكل مدينة حاكم، وأصبح لكل حاكم دولة، وتم تسييس الكثير من قضايا المجتمع، فانتشرت الفرقة في الأندلس.

والقراءة المتأنية للتجربة الأندلسية تشير إلى أن العلاقات بين مملكة غرناطة ودولة بني مرين وبني عبد الواد والدولة الحفصية.. وصلت إلى حد الاشتباك والقتال، مما ولّد في المجتمع الأندلسي كثيراً من الفتن، أبرزها وأخطرها الاستعانة بالقوى الأجنبية، فقد أخذ كل فريق يستعين على جاره بالآخرين الأجانب نظير إعطائهم بعض الحصون، وذلك على حساب دولة الأندلس، بل إن منهم من ساعد الخصوم على حصار إخوتهم المسلمين! وهذا عموماً أضعف الأندلس، وهيأ لزرع الفتن وتشجيع النزعات الانفصالية واستغلال التنوع الديني والعرقي لإيقاع الفتنة بين الفئات والطوائف، حتى انقسم المجتمع الأندلسي على نفسه، فكانت كل جماعة تبحث عن مصلحتها الخاصة حتى ولو كان ذلك على حساب استقرار الوطن الواحد وسلامته، مما أوجد حالةً من الفوضى والاضطراب المشحون بالنزاع والصراع أدت في النهاية إلى حدوث نزاعات انفصالية وحروب أهلية وزيادة التدخل الخارجي.

إن التشابه في الأحداث بين الماضي والحاضر، بين ما جرى في الأندلس وما يجري اليوم في العالم العربي، تشابه واضح رغم اختلاف المرحلة وتباين الظروف، لكن الأخطر هو أن بعض قوى التقسيم في الخريطة العربية أصبحت اليوم أكثر نفوذاً وقوة مما كانت عليه في الماضي، فهل ينتبه العرب إلى هذا التشابه؟