قالت صحيفة "ذا ناشيونال" الصادرة في أبوظبي باللغة الإنجليزية، إن المئات من الأطباء الشباب الإماراتيين المقرر أن يبدأوا إقامتهم في المستشفيات الشهر الماضي، غادروا بدون أجر أو عقود، وسط خلاف بين هيئة الصحة في أبوظبي ومجلس أبوظبي للتعليم.
إذ بعد أن أنهت هيئة أبوظبي للخدمات الصحية تدريب هؤلاء الأطباء، وحصلوا على وظيفة طبيب مقيم في المستشفيات، لم يتلقوا رواتبهم للشهر الماضي، بحسب ما أفاد به الأطباء.
ومن المعلوم أن الحكومة قامت بخطوات تقشف وشد الأحزمة في مجال الصحة، وخاصة في الميزانيات المخصصة للأطباء المتدربين، ورغم أن مجلس أبوظبي للتعليم يريد المساهمة في حل هذه الزمة، إلا أن المحادثات بين الجانبين قد توقفت.
إحدى الطبيبات التي أمضت 4 سنوات في مستشفى الشيخ خليفة الطبي، وأنهت عملها كمتدربة، قالت: "بدون أي إخطار، رواتبنا توقفت"، مع أنها كانت متأكدة من أنها سوف تحصل على عقد من هيئة الصحة، ولكن ذلك لم يحدث.
تتابع الطبيبة، بدلا من ذلك، تلقيت رسالة من المستشفى تؤكد أن راتبي قد عُلق حتى إشعار آخر.
وأضافت قائلة: "أشعر بالضياع فأنا عالقة بصورة اضطرتني إلى طلب المساعدة من عائلتي"، وهذه الطبيبة الأم أيضا، اضطرت كذلك لنقل ابنها من الحضانة.
وأشارت إلى خطورة توقيفها عن ممارسة عملها مهنيا، إذ شرحت قائلة: "عندما أتوقف عن ممارسة الطب، ولو لمدة أسبوعين، فإن عودتك تعني أنك عليك البدء من جديد".
وأكدت الطبيبة الإماراتية الشابة: "الآن نحن بدون عمل لأكثر من ستة أسابيع، بعد انتهاء فترة التدريب، ومن الأفضل ألا نتوقف".
وقالت الطبيية وهي خريجة جامعة الإمارات ومواطنة من إمارة الفجيرة، إنها حالة من بين 200 زميل طبيب آخر من المواطنين الذين تم تعليق رواتبهم، ومعظمهم من الإمارات الشمالية الذين لا يعرفون سبب زجهم بهذا الوضع.
وأضافت الطبيبة، إن المشكلة جاءت بعد أن أخذت هيئة الصحة في أبوظبي تتطلع لخفض التكاليف، رغم أن المفاوضات مستمرة مع مجلس أبوظبي للتعليم الذي سيغطي تكلفة تدريب الأطباء أثناء الإقامات.
تقول الطبيبة، وبسبب الوضع النقدي، فإن هيئة الصحة تحاول أن يتحمل مجلس أبوظبي للتعليم تمويل برنامج التدريب كله.
وتتابع الصحيفة، أجريت مقابلات مع جميع هؤلاء الأطباء الشباب الذين تم اختيارهم لبرنامج التدريب، وأكدوا أنهم يجب أن يبدأو في سبتمبر على أبعد تقدير، إلا إنهم يجلسون جميعا في المنزل.
"المستشفيات لا يمكن أن تبدأ بتشغيل الأطباء لأن برنامج التدريب غير ممول، ل بسبب المفاوضات الجارية بين هيئة الصحة ومجلس أبوظبي للتعليم، وهي مشكلة خطيرة جدا والسبب أن الدوائر الحكومية كلها خاضعة لضغوط التمويل الحكومي.
"هيئة الصحة قامت بتمويل برامج التدريب سابقا، عندما كان هناك ميزانيات مخصصة لذلك. وكان هناك دائما الكثير من المال لذلك. ولكن بسبب الوضع المالي، فهيئة الصحة، تتطلع لتوفير هذه مخصصات التدريب.
وقالت الطبيبة، إن المفاوضات بين هيئة الصحة ومجلس أبوظبي للتعليم قد تسمر لمدة عام كامل دون الوصول لقرار. وأضافت: بعض الأطباء الذين أنهوا التدريب عادوا إلى رأس الخيمة مع عدم وجود عقود عمل لهم.
ونقلت "ذا ناشيونال" إفادات أطباء آخرين، مؤكدة أن هيئة الصحة ومجلس أبوظبي للتعليم رفضوا التعليق على شكاوى الأطباء الشباب الإماراتيين القادم معظمهم من الإمارات الشمالية.
