أحدث الأخبار
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد

لنخلّص العالم من الخمينية

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 21-09-2016

يكاد الوزير الإيراني جواد ظريف يتحوّل من وزير خارجية إلى كاتب عمود أسبوعي. إذ باتت مقالاته في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تحظى باهتمام يفوق بكثير الاهتمام الذي تلقاه تصريحاته أمام الميكروفونات عقب الاجتماعات السياسية المألوفة مع نظرائه.

قد يعطي هذا ملمحاً عن القدرة (الذاتية) للسيد ظريف في التعبير عن أفكاره وآرائه «من دون تحضير مسبق». الأمر الذي تفوّق عليه فيه نظيره السعودي عادل الجبير الذي استطاع عبر تصريحات شفوية مباشرة «غير مسبقة الصنع» أن يكسب إعجاب كثير من المراقبين، وأن تحظى مقاطع تعليقاته المُحْكمة والهادئة بمشاهدات عالية على «يوتيوب».

هذا التفوق في الحضور الإعلامي الملفت للوزير الجبير، جعل صحيفة «وطن أمروز» الإيرانية تعقد مقارنة غاضبة بين أداء وزير الخارجية الإيراني وأداء وزير الخارجية السعودي. فهاجمت الصحيفة الإيرانية أداء وزيرها، واعتبرت أن خطابه الديبلوماسي ما زال ضعيفاً وهزيلاً أمام الجبير.

ونقلاً عن مصادر عربية مترجِمة، قالت الصحيفة: «نحن لا نريد ولا ننتظر من جواد ظريف أن تكون له مواقف جريئة وقوية كمواقف وتصريحات الجبير تجاه إيران، ولكن أيضاً لا نقبل ولن نوافق على هذه المواقف الهزلية التي تتخذها الحكومة الإيرانية في صراعنا مع السعوديين في سورية».

وتبيّن الغضب العارم للصحيفة الإيرانية حين ختمت حديثها بمقارنة بين تصريحات الجبير وتصريحات ظريف، فوصفت تصريحات الأول بأنها تشبه الأناشيد والأشعار العسكرية التي ترفع من معنويات الجنود والمقاتلين في الحروب. ثم تساءلت: «هل يستطيع جواد ظريف أن يصرّح كعادل الجبير ويرفع من معنويات جنودنا وضباطنا وجنرالاتنا الذين يسقطون يومياً للدفاع عن إيران في سورية؟».

هذا التوبيخ من الإعلام الإيراني لأداء الوزير ظريف قد يفسّر التصعيد الذي اتخذه الوزير في مقالاته النيويوركية، إذ بلغ ذروته (ما لم تكن هناك ذروة أخرى ستأتي) في المقال الأخير الذي نشره تحت عنوان: «لنخلّص العالم من الوهابية».

لا شك في أن صحيفة «وطن أمروز» والصحف الإيرانية الأخرى قد ابتهجت بهذا المقال، حتى وإن خلا من الحقائق، فالحرب الإعلامية حين تشتد لا يكون رصاصها الحقائق بل الأكاذيب.

أخذ ظريف في مقالته تلك منحى جديداً تحوّل فيه من الملاسنة السياسية إلى الملاسنة الأيديولوجية لا المذهبية. وفي توظيف صريح لمخرجات مؤتمر غروزني سيئ الذكر، يعلن ظريف في مقالته أن «الإشكالية لا تتمثل في الصراع بين السنّة والشيعة، بل بين السنّة والوهابيين».

اختار جواد ظريف أن يضيّق حلقة الصراع الإيراني، فهو ليس مع الإسلام بالطبع، كما أنه ليس مع أهل السُنّة، بل مع الوهابية فقط. ويعي ظريف، أو الذي أعدّ له المقال، الفارق بين استخدام مصطلح «الوهابية» واستخدام مصطلح «السلفية».

لعبة تضييق دائرة العدو لعبة ماكرة، وكثيراً ما تؤتي أُكُلها. وقد أشرت، في مقالات عديدة سابقة، إلى حاجتنا إلى استخدام هذه اللعبة في الصراع مع إيران بالذات، إذ يراوح الخطاب الإعلامي العربي، والخليجي خصوصاً، في تشخيص إشكاليتنا مع إيران بين مساحات دينية وقومية واسعة ومتفاوتة ومتضاربة أحياناً، فمرّةً نسميه الصراع الإسلامي- المجوسي، وأخرى الصراع العربي- الفارسي، وثالثة الصراع السنّي- الشيعي.

ما دام أن الوزير الإيراني أراد أن يتذاكى بانتهازية، ويركب موجة الإعلام الغربي والروسي والأتباع، في تحميل «الوهابية» كل ما يجرى في المنطقة من مصائب، فلنشاطره التذاكي ولنطلق نداءً دولياً ندعو فيه إلى مساندتنا لنخلّص العالم من «الخمينية» التي منذ أن جاءت قبل أربعة عقود وهي تحقن المنطقة والعالم بأسره بالمشاكل السياسية والطائفية والأيديولوجية العسكراتية.

مجدداً، نحتاج أن نؤكد، ودوماً، أن صراعنا ليس مع الفرس، ولا هو مع الشيعة، ولا هو مع الإيرانيين كافة، بل هو مع أتباع الأيديولوجية الخمينية، وكل من يقف خلفها ويؤازرها.