أحدث الأخبار
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد

تركيا.. «الأذان» طائفية!

الكـاتب : عبد الله العوضي
تاريخ الخبر: 22-07-2016


يعيش العالم العربي «ربيعاً» مظلماً منذ أكثر من خمس سنوات ولم يتعلم الدرس، وربما حتى يبدو أنه لا يريد أن يتعلم من تجربة الفوضى التي حلت في سوريا ولبنان والعراق واليمن وليبيا وتونس وكادت مصر تذهب كذلك لولا وقوف الجيش مع الوطن. ورغم أن أنقرة كانت ضمن داعمي ما يسمى «الربيع العربي»، فإن هذا المشهد كاد يتكرر في تركيا ليلة الجمعة 15-7-2016، وخرج بعض من لا يعلمون شيئاً في السياسة لكي يهللوا للانقلاب.

ووقفت الدول العربية صامتة عن قول شيء حتى تتضح الصورة في اليوم التالي، وبعد أربع ساعات من تلك العملية الانقلابية الناقصة عادت الحكومة إلى سابق عهدها، وبدأت الصورة تتضح، ومع ذلك لم تطلق أي دولة رأياً أو موقفاً مع أو ضد، لأن العالم العربي بعد أن حل به «ربيع» الفوضى كل قراراته ردّات فعل غير محسوبة لصوت المستقبل.

تُرى لو غرقت تركيا في فوضى «الربيع العربي» هل كان ذلك لمصلحة العرب قاطبة، إلا إذا كانت السياسة العربية تعيش حالة من المأساوية وفق نظرية «عليّ وعلى أعدائي» و«أنا ومن بعدي الطوفان»؟

هذا الكلام إن صح تطبيقه على الواقع العربي، فهذا يعني أن العرب قد حددوا مصيرهم بأيديهم وليس بأيدي الآخرين سواء كانوا دولاً أو طوائف وجماعات متطرفة، فحتى هؤلاء ينبغي أن تكون لدى العرب كلهم سياسة موحدة وحازمة للتعامل معهم ومع كل الاحتمالات السياسية، كما يحصل في أوروبا وأميركا، عندما أثيرت مسألة ماذا لو حكم «ترامب» أميركا وقد يحكم فعلاً إلى أن تحين ساعة الصفر في الانتخابات! فهو في عرف السياسة الأميركية متطرف أكثر من المتطرفين في العالم الإسلامي، ومع ذلك فأقلام الباحثين العقلاء تقول إنه لابد من احتوائه، وقد تعاملوا من قبل مع أوباما وبوش الأول والثاني وغيرهم رغم تسببهم في الكثير من المشكلات في العالم العربي والإسلامي ومسؤوليتهم المباشرة عما يحصل في أفغانستان والصومال وسوريا والعراق ولبنان.. إلخ.

ونعود إلى تركيا الدولة العلمانية المسلمة، والنظام الذي يحكم في هذه الفترة ومنذ أربعة عشر عاماً بإدارة «حزب العدالة والتنمية» لا شيء يمنع تغيّره بصناديق الاقتراع وليس بأرتال الدبابات والمدرعات حتى لا تنضم تركيا إلى سلسلة الفوضى العارمة في العالم العربي.

وفي سياق آخر منفصل لعل من الغريب حقاً أن بعض المحللين العرب حزين جداً لأن «الأذان» عاد إلى مساجد تركيا المسلمة مرة أخرى في ليلة الانقلاب وقد أخرجته الأتاتوركية منها منذ عقود. واعتبر هذا المحلل أن «الأذان» مؤشر خطير على التطرف والطائفية في تركيا! يا عرب ما هكذا تورد الإبل، فلخبطة الأمور ليست من صالح العرب ولو نأى البعض بنفسه عن الولوج في هذا التحليل الذي لا علاقة له بالسياسة لا العربية ولا الدولية، فما علاقة الأذان بالتطرف؟

صمت العرب في مثل هذه المواقف ملفت، نعم لو نجح الانقلاب يقول العرب الرسميون «هذا الشأن داخلي لا يعنينا في شيء» ولو تحول الانقلاب إلى حالة عارمة من الفوضى لكان التحدي أطم وأعظم.

ولو عادت الأمور إلى طبيعتها، وهي عادت بالفعل ولكنها لن تعود كما كانت في ليلة 15-7-2017، لأن آثار الانقلاب في رأي الحكومة التركية يجب أن تُزال بزوال الكثير من العناصر البشرية التي غذّت وقود تلك الليلة التي لم يكن للعرب والمنطقة فيها سوى حزمة خيارات صعبة في حالة حدوث «ربيع تركي» سيحرق بقية المصالح العربية مع الدولة التركية وليس شرطاً مع الحزب الحاكم اليوم، فقد يخرج من الحكم في أي وقت آخر ولكن النظرة البعيدة تقول إنه لابد من الحفاظ على خط للرجعة السياسية حتى في أقصى حالات الاستياء وعدم الرضا عن تيار فكري معين قد يسود حكم دولة مثل تركيا.

لم تكن الشماتة في يوم من الأيام جزءاً من إدارة سياسات الدول، لأننا كما نقول بأن العيب يصيب، فلا تَعِبْ أحداً في السلوكيات العامة فإن إشاعة هذه النبرة لا تقل تطرفاً في تناول القضايا السياسية بروح الانتقام والتشفي.

فمن تابع الإعلام العربي سواء في جانبه الرسمي أو التواصل الاجتماعي يجد كمية هائلة من مواد ساذجة وسطحية لا تليق بأطفال الحضانة إطلاقاً فكيف ببعض القامات التي رضيت لنفسها أن تحشر أنفها وهي لا علاقة لها بالسياسة خيراً أو شراً، فلمَ إطلاق الشرارة قبل وقوعها؟

فمَن رأى في «الأذان» الذي يُرفع في المساجد طائفية وتطرفاً فماذا يقول عن بقية شعائر الإسلام في دولة مسلمة كتركيا، أو الدولة التي ينتمي إليها هذا المتطرف الجديد ودولته مسلمة ولم تمنع الأذان يوماً عن مساجدها؟ ماذا يريد العرب بالضبط؟!