أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

حقيقة «الكيان» ونهاية الغرام

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 22-07-2016


ظهرت في السنوات الأخيرة الكثير من الكتابات والدراسات والأصوات التي تشير إلى قرب نهاية العلاقات بين إسرائيل واليهود الأميركيين الذين يمثلون قوة إسرائيل الاستراتيجية في الولايات المتحدة ومخزونها المالي والسياسي الذي تضغط به على القرار الأميركي، حيث لم تعد الدعاية الإسرائيلية قادرة على الاعتماد على التأثير في استمرارية الدعم الأعمى من اليهود الأميركيين. ويمكن ملاحظة صورة ذلك التحول أكثر من الجامعات الأميركية لأنها أصبحت حاضنة لهذا النوع من التغير، وأيضاً يمكن ملاحظته في ابتعاد الكثير عن إسرائيل ومطالبتهم أميركا أن تعمل مع الدول العربية حتى ولو كان ذلك على حساب إسرائيل ودعمهم للحق الفلسطيني في العودة ولم تفلح الكثير من البرامج ومراكز الدراسات اليهودية المتخصصة ودراسات الهولوكست والدراسات الإسرائيلية المتعلقة بالعداء للسامية في الوقوف بوجه هذا التيار النقدي السائد الآن في الأوساط اليهودية الجامعية.

«نورمان فنكلستاين» الكاتب الأميركي اليهودي، وهو أستاذ للعلوم السياسية في العديد من الكليات والجامعات الأميركية وصاحب المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية حاول أن يقرأ كل ذلك في كتابه «التمادي في المعرفة - لماذا تشارف العلاقات القوية بين اليهود الأميركيين وإسرائيل على نهايتها»، ورصد الكثير من المؤشرات التي تدل على ذلك أهمها: خلطة التفاعل الذي حدث داخل العوامل التي تضم الجانب العرقي والوطني والعقائدي، وحرصهم على حقوقهم التي كسبوها بصعوبة في أميركا ونجاحهم العلماني الذي ترافق مع تلك الحقوق، وخشيتهم من تهمة «الولاء المزدوج» التي لاحقت اليهود تاريخياً، وزيف الأساطير المحيطة بإسرائيل والتي كتبها المؤرخون القدامى وكشف عنها أخيراً المؤرخون الجدد من أنها لا تشكل تاريخ إسرائيل الحقيقي لأن مَن كتبوها مجرد رواة للأحداث متحيزين ويقصدون من خلالها تضليل الرأي العام اليهودي في أميركا. ومن أسباب تردي هذه العلاقة ممارسات إسرائيل الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، والتي أصبحت واضحة للعيان، وصعود «اليمين المتطرف» للسلطة في إسرائيل، والطريق المسدود التي وصلت إليه عملية السلام، والذي تبين لهم أن إسرائيل هي العقبة، وأن كل المبادرات الخاصة بالسلام تصدر من الدول العربية والمجتمع الدولي. المؤرخون وعلماء الاجتماع كان لهم دور في تفسير مثل هذه الحالة، فمثلاً المؤرخ «جوناثان سارنا» فسر ذلك بأن جيلاً من اليهود الأميركيين نشأ على رؤية المشروع الصهيوني من خلال نظارات زهرية اللون وعندما تحول ذلك الحلم اتضحت الحقائق البشعة التي ترتكبها إسرائيل في الشرق الأوسط، لذا أصبح هذا الحلم يرقد محطماً وغير قابل للإصلاح».

عالم الاجتماع اليهودي الأميركي «ناثان جلايزر» أرجع تفسير هذه الحالة إلى أن الليبراليين (اليهود الأميركيين) أرادوا إنفاق المال على المدارس والمشاريع الإسكانية، لكن الأسلحة الأميركية المتطورة قد تحمي إسرائيل. أرادوا إعطاء المساعدات للدول الفقيرة، لكن إسرائيل تستأثر بجزء كبير من موازنة المساعدات الأميركية، أرادوا دعم الديمقراطيات، لكن جزءاً كبيراً من العرب في إسرائيل مهضومة حقوقهم وقفوا ضد احتلال الأرض بالقوة، لكنهم وجدوا أنفسهم يدعمون دولة محتلة تمكنت من مضاعفة مساحة احتلالها للأرض الفلسطينية عن طريق القوة. زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيني ليفني قالت بعد أن التقت مع عدد كبير من شباب يهود الشتات «إن إسرائيل ليست مصدر الفخر والإلهام الذي كانت تمثلهما لجيل آبائهم».

وقال أحد اليهود معبراً عن هذه الصورة: «بالنسبة إلينا نحن الذين نحمل ذكريات الأيام الماضية عن إسرائيل فإننا نشعر بخيبة أمل قاسية تجاهها».

ويقصد بذلك بعد أن عرفوا حقيقة هذا الكيان أن نهاية هذه العلاقة ستكون لها آثار مهمة وتحولات كبيرة على القضية الفلسطينية والنزاع العربي- الإسرائيلي والعلاقة بين العرب وأميركا.