أحدث الأخبار
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد

إنها أسئلة منتصف العمر

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-06-2016


يقول الكاتب مارك توين «إن العمر هو حالة عقلية بحتة، إذا لم تكترث به، فلا يهم، ولن يهم أبداً»، فهل الأمر كذلك فعلاً؟. إذا كان بإمكان الإنسان أن يتعامل مع عمره بطريقة ذهنية صرفة، دون أن يفزع ذات يوم لمرأى التجاعيد حول عينيه، والبياض الذي غزا شعره، والوهن الذي تسلل إلى عظامه، والملل الذي صار ينتابه من كل شيء، فإذا كان العمر مسألة ذهنية لا علاقة لها بالواقع المادي، كما يقول الكاتب، فكيف يمكن إقناع ملايين الناس بهذه النتيجة المثلى، ليمرروا المعضلة الأزلية، معضلة التقدم في العمر، التي تشكل الهاجس الأول والأهم منذ الأزل، وفي كل زمان ومكان؟.

معظم الناس يبدون سعداء ومبتهجين جداً وهم يحتفلون بأعياد ميلادهم في مرحلة الشباب، وتدريجياً، تبدأ الرغبة والبهجة تبهتان، كلما تقدموا في العمر، حتى يأتي اليوم الذي يقول فيه أحدهم لأصدقائه (لن أحتفل بعيد ميلادي مجدداً). لماذا؟، إنه لا يريد الاحتفال بهذه المناسبة، لسبب يبدو واضحاً جداً، وهو أنه لا يريد أن يتذكر عمره الحقيقي، ولا يريد لأحد أن يذكره به، لقد كبر بما فيه الكفاية، وهو يعرف ذلك، وليس سعيداً بهذه النتيجة (الحتمية)، لكنه لا يود لأحد أن يواجهه أو يذكره بها، لذلك تخترع النساء أعماراً غير حقيقية، لتستمر في الاحتفال بأعياد ميلادها!

هنا، ربما تبدأ عند الإنسان - الرجال والنساء معاً - ما يمكن أن نسميه، مرحلة الأسئلة الحاسمة أو المواجهة!

وعادة، فإن هذا النوع من الأسئلة تبدأ في مرحلة معينة عند الجميع، قد يسميها البعض مرحلة منتصف العمر، وقد يفضل البعض تسميتها بمرحلة النضج والاكتمال، بينما يبدو أن الأطباء لديهم تسميات مختلفة تماماً، لها علاقات بعمليات الهدم التي تحدث في الجسم ومعدلات إفراز الهرمونات، ودرجة كفاءة الأعضاء في القيام بمهامها المعتادة!

ماذا بقي لدي لأقوم به؟، كم تبقى لدي من الزمن لأقوم بكذا وكذا؟، هل هناك متسع لمزيد من الأحلام والإنجازات والبدايات؟، ماذا بعد أن كبر الأولاد وغادروا البيت، ماذا بعد أن كبرت؟، إلى أين أذهب؟، إلى الوحدة أم إلى المرض والشيخوخة والموت؟.

إنها أسئلة العلاقة بالزمن وبالمنجز الذي حققناه طوال العمر، وأيضاً سؤال العلاقة بالموت، هذه الأسئلة الخطيرة والكبيرة، تعني أن الإنسان دخل في لحظة تأمل هائلة في عمره، والتي لم يكن يتوقف عندها سابقاً، بسبب الجري وراء المنجزات والأحلام، لذلك يتفاجأ بنفسه وهو يطرحها، ويتفاجأ حين لا يعرف الإجابة عنها، أو حتى إذا عرف الإجابة!

العمر حقيقة عقلية، وليس حالة عقلية، أما طريقة التعامل مع جريانه السريع وتغيراته، فتعتمد على طريقة تربيتنا وتفكيرنا ومستوانا الثقافي والفكري، وكيف أعدتنا التربية لمواجهة هذه التغيرات، وتلك الأسئلة الكبيرة!