أحدث الأخبار
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد

معطف الكتابة لا يناسب الجميع !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 19-06-2016


لم أستغرب خلال الأسبوع الماضي إلا من كاتب استنكر كتابتي حول قضية الكتابة والكتبة والكتاب، الحقيقيين والمزيفين والذين لا علاقة لهم بالكتابة لكنهم متعلقون بأهدابها، كل لغاية في نفسه، كما كان يعقوب النبي حين أمر بنيه بأن يدخلوا مصر من أبواب متفرقة وليس من باب واحد، المشكلة أن الذين دخلوا عالم الكتابة بطريق الخطأ أو الادعاء دخلوه من باب واحد، لأنهم لم يقرأوا نصيحة يعقوب، لذلك أصبحوا معروفين، ولهذا نقول إن القراءة هي الفأس التي تكسر جمود جهلنا وتحررنا، فإن لم تجعلك القراءة كاتباً فستعينك على أن تحتاط وتحذر وتستعد!

أن يدخل كل هذا الجمع من باب واحد، مع وجود أبواب أخرى متفرقة، أمر يثير الاستغراب ويطرح بعض التساؤلات، مرة سألت أحد هؤلاء وكان قد صدق نفسه أنه يكتب هذا الذي يظهر في الجرائد كل أسبوع، سألته ما رأيك فيما تكتب؟ فقال جميل والله أحس أنني فيلسوف أحياناً فأبتهج من داخلي، أشعر أنني شخص عظيم، قلت له، أسألك عن الكتابة وليس عنك! هو صمت وأنا غيرت الموضوع!.

لقد قدم لي دون أن ينتبه الإجابة الدقيقة على سؤال لم أطرحه أصلاً هو: لماذا يلجأ البعض لفكرة طرح نفسه ككاتب تحديداً مستعيناً بأشخاص آخرين يكتبون له، في حين أن بإمكانه الاكتفاء بوظيفته الحكومية الجيدة ذات الدخل المرتفع والذي لا ينافسه الكتّاب عليه في المقابل! إنه هذا الإحساس الذي شرحه بدقة كبيرة، الشعور بالعظمة والابتهاج والتمخطر أمام الناس على أنه فيلسوف ومثقف ومحلل وعالم ببواطن الأمور!

لماذا يظن بعض الأشخاص أنه من البساطة أن يكون كاتباً، ودون أدنى تعب أو جهد وكأن الكتابة مهنة من لا مهنة له، أو المهنة اللقيطة، أو المهنة الشليهة بمعطف معلق خلف أي باب نلتقطه بسهولة، لنواجه به الخارج متدثرين ومتجملين ومندسين فيه؟ في حين أن الكتابة واحدة من أصعب وأنبل المهن وأكثرها خطورة.

تقتضي الكتابة من الكاتب أن يفني حياته بين الكتب والصحف والناس والأمكنة، وفي المنتديات والمؤتمرات، وفي قلب الأحداث والتحولات متأرجحاً بين احتياجات لا يستطيع توفير نصفها ورغبات هي من حقه، لكن تنازعه الكتابة عليها فيتجنبها ليكون كاتباً حقيقيا، كاتباً يمتلك الخزين والتجربة وقاموس اللغة والشغف والقلق والشك وموهبة التلصص على عقول الناس والإحساس بمشاعرهم وهمومهم لينقلها فيما بعد عبر مقالاته وكتبه ورواياته، ليكون صوتهم ولسانهم ومنبرهم وجريدتهم وصديقهم الذي يحتسي القهوة معهم منذ الصباح الباكر!.