أحدث الأخبار
  • 11:08 . رئيس الوزراء الباكستاني: السعودية مكان محايد لاستضافة حوار مباشر مع الهند لحل القضايا العالقة... المزيد
  • 11:07 . "سرايا القدس" تعلن سقوط قتلى وجرحى بكمين لجنود الاحتلال شمالي قطاع غزة... المزيد
  • 11:06 . أبوظبي تدين مقتل موظفين في سفارة الاحتلال بواشنطن وتعرب عن تضامنها مع الشعب الصهيوني... المزيد
  • 11:04 . "التربية": 10 يونيو بدء امتحانات نهاية العام في المدارس الحكومية والخاصة... المزيد
  • 10:10 . الكويت تُسقط الجنسية عن 1292 شخصًا لأسباب قانونية مختلفة... المزيد
  • 09:21 . الإمارات تُدين بشدة إطلاق الاحتلال النار على الدبلوماسيين في جنين... المزيد
  • 07:20 . وسط الأزمة مع الجزائر.. أبوظبي تتوسع في المغرب بصفقة تتجاوز 14 مليار دولار... المزيد
  • 07:09 . إيران: علاقتنا مع السعودية في "وضع ممتاز" وتعاون اقتصادي يلوح في الأفق... المزيد
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد

«البطل الأوحد..!!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 14-06-2016


الذي يقرأ في التاريخ العربي وطريقة تدوينه، يشعر بأن مدونيه كانوا يُعجبون بالشخصيات ويحبونها إلى درجة تجعلهم دائماً ينسبون الأعمال إلى بطولة الشخص الواحد، فحين تقرأ على سبيل المثال سيرة المظفر صلاح الدين، رحمه الله، تجد أن الأفعال التاريخية التي حدثت في فترته منسوبة إلى الفرد، صلاح الدين تقدم نحو القدس بالتاريخ الفلاني، وحاصر أسوارها بالتاريخ الفلاني، وحررها من أسرها الأول بالتاريخ الفلاني، وهكذا.. حتى إن الصورة الذهنية لديك ترسم جيشاً كاملاً للعدو في وجه شخص واحد.

المعنى والكناية في الألفاظ مفهومة بالطبع للقارئ البالغ الكبير، المدرك للغة واستخداماتها والمقصود منها، ولكن في أدب الأطفال الأمر يختلف تماماً، فهو يرسم صورة ذهنية تشبه صورة سوبرمان أو سبايدرمان الذي يحارب الشر بمفرده، فالسرد التاريخي للحدث لا يتحدث عن الأطباء الذين كانوا معه، المهندسين، العلماء، الخطاطين.. المجموعة التي عملت بروح الفريق لكي تحقق مع قائد ما معجزة أو إنجازاً أو فتحاً نفتخر به.

حتى في طريقتنا لغرس القدوة في نفوس أبنائنا، كلنا أنا وأنت نحدثه عن صلاح الدين كقدوة وننسى أن نحدث الطفل عن المجموعة التي استردت القدس كمشروع جماعي، نحدثه عن عمر المختار كأسد قاوم الاحتلال الإيطالي الظالم لليبيا، لكننا لا نحدثه عن المجموعة الجميلة التي أذلت المستعمر في الصحراء وتبادلت الأدوار بين أفرادها للقيام بهذه الملحمة الجميلة.. نحدثه عن الإمام أبوحنيفة لكننا لا نحدثه عن النظام القوي للشورى وتبادل المسائل بين أبوحنيفة وطلابه والخروج في النهاية بفتوى عمل الجميع عليها حتى حلت إشكالاً وذللت صعاباً لايزال الناس يحمدون جهودهم عليها إلى اليوم.. ولهذا فمعذورون أطفال مجتمعاتنا حين يكبرون وكل منهم يريد أن يصبح «رأساً» حين ترى بلداً يتمزق، لأن عدة مفاليع لا يستطيعون أن يجلسوا إلى طاولة واحدة ويتفقوا على ردة فعل واحدة تقودهم إلى بر الأمان جميعاً، ويستفيد الجميع في تلك المعادلة البسيطة، فهي لأن في داخل كل منهم رغبة في أن يكون البطل الأوحد، كل منهم يريد أن يُخلد في كتب التاريخ كما تم تخليد الأبطال من قبله.

هل سمعت عن بطل يسمى «المجموعة التي قاومت البرتغاليين في ساحل عمان» على سبيل المثال؟! لا يمكن، يجب أن يكون لدينا بطل واحد واسمه «سيف اليعربي»، لكي تنسب إليه القصص التي نربي عليها الأبناء.. وهكذا وفي فترات الإحباط وزيادة جرعة ما يُعطى لهم أملاً في التغيير، نكتشف أننا نزرع فيهم حباً للظهور ليكونوا ـ كأفراد ـ خالدين لا كجماعات، ولا كفئة أنجزت أمراً ما.. فتضيع فضيلة العمل الجماعي، وتضيع قصة الرماح المجتمعة والمتفردة السخيفة في طموحات قصص روايات مارفل.

من أين يبدأ التغيير؟ بتغيير طرق رواية تراثنا الجميل.. بأن نعرف حين نروي القصة كيف نقولها.. بأن تبدأ القصص بالمجموعة والجماعة وتجعلها هي التي تحصل على دور البطولة الرئيسة، ثم لا بأس بأن نعرج على نماذج فردية من الذين أسهموا في تحقيق هذه البطولة الجماعية بقيادتهم للمنجز.. من السهولة أن تعثر بين أبنائك على عشرة يحملون صفات صلاح الدين، لكن الصعب هو أن تحصل على مجموعة تشبه تلك المجموعة التي كانت تحيط بصلاح الدين.. أولئك الذين رفعوه على ظهورهم وخلدوه بصرخاتهم.. حتى عبر من فوق الأسوار!