أحدث الأخبار
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد

«البطل الأوحد..!!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 14-06-2016


الذي يقرأ في التاريخ العربي وطريقة تدوينه، يشعر بأن مدونيه كانوا يُعجبون بالشخصيات ويحبونها إلى درجة تجعلهم دائماً ينسبون الأعمال إلى بطولة الشخص الواحد، فحين تقرأ على سبيل المثال سيرة المظفر صلاح الدين، رحمه الله، تجد أن الأفعال التاريخية التي حدثت في فترته منسوبة إلى الفرد، صلاح الدين تقدم نحو القدس بالتاريخ الفلاني، وحاصر أسوارها بالتاريخ الفلاني، وحررها من أسرها الأول بالتاريخ الفلاني، وهكذا.. حتى إن الصورة الذهنية لديك ترسم جيشاً كاملاً للعدو في وجه شخص واحد.

المعنى والكناية في الألفاظ مفهومة بالطبع للقارئ البالغ الكبير، المدرك للغة واستخداماتها والمقصود منها، ولكن في أدب الأطفال الأمر يختلف تماماً، فهو يرسم صورة ذهنية تشبه صورة سوبرمان أو سبايدرمان الذي يحارب الشر بمفرده، فالسرد التاريخي للحدث لا يتحدث عن الأطباء الذين كانوا معه، المهندسين، العلماء، الخطاطين.. المجموعة التي عملت بروح الفريق لكي تحقق مع قائد ما معجزة أو إنجازاً أو فتحاً نفتخر به.

حتى في طريقتنا لغرس القدوة في نفوس أبنائنا، كلنا أنا وأنت نحدثه عن صلاح الدين كقدوة وننسى أن نحدث الطفل عن المجموعة التي استردت القدس كمشروع جماعي، نحدثه عن عمر المختار كأسد قاوم الاحتلال الإيطالي الظالم لليبيا، لكننا لا نحدثه عن المجموعة الجميلة التي أذلت المستعمر في الصحراء وتبادلت الأدوار بين أفرادها للقيام بهذه الملحمة الجميلة.. نحدثه عن الإمام أبوحنيفة لكننا لا نحدثه عن النظام القوي للشورى وتبادل المسائل بين أبوحنيفة وطلابه والخروج في النهاية بفتوى عمل الجميع عليها حتى حلت إشكالاً وذللت صعاباً لايزال الناس يحمدون جهودهم عليها إلى اليوم.. ولهذا فمعذورون أطفال مجتمعاتنا حين يكبرون وكل منهم يريد أن يصبح «رأساً» حين ترى بلداً يتمزق، لأن عدة مفاليع لا يستطيعون أن يجلسوا إلى طاولة واحدة ويتفقوا على ردة فعل واحدة تقودهم إلى بر الأمان جميعاً، ويستفيد الجميع في تلك المعادلة البسيطة، فهي لأن في داخل كل منهم رغبة في أن يكون البطل الأوحد، كل منهم يريد أن يُخلد في كتب التاريخ كما تم تخليد الأبطال من قبله.

هل سمعت عن بطل يسمى «المجموعة التي قاومت البرتغاليين في ساحل عمان» على سبيل المثال؟! لا يمكن، يجب أن يكون لدينا بطل واحد واسمه «سيف اليعربي»، لكي تنسب إليه القصص التي نربي عليها الأبناء.. وهكذا وفي فترات الإحباط وزيادة جرعة ما يُعطى لهم أملاً في التغيير، نكتشف أننا نزرع فيهم حباً للظهور ليكونوا ـ كأفراد ـ خالدين لا كجماعات، ولا كفئة أنجزت أمراً ما.. فتضيع فضيلة العمل الجماعي، وتضيع قصة الرماح المجتمعة والمتفردة السخيفة في طموحات قصص روايات مارفل.

من أين يبدأ التغيير؟ بتغيير طرق رواية تراثنا الجميل.. بأن نعرف حين نروي القصة كيف نقولها.. بأن تبدأ القصص بالمجموعة والجماعة وتجعلها هي التي تحصل على دور البطولة الرئيسة، ثم لا بأس بأن نعرج على نماذج فردية من الذين أسهموا في تحقيق هذه البطولة الجماعية بقيادتهم للمنجز.. من السهولة أن تعثر بين أبنائك على عشرة يحملون صفات صلاح الدين، لكن الصعب هو أن تحصل على مجموعة تشبه تلك المجموعة التي كانت تحيط بصلاح الدين.. أولئك الذين رفعوه على ظهورهم وخلدوه بصرخاتهم.. حتى عبر من فوق الأسوار!