أحدث الأخبار
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد

«حينما كانوا هناك..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 09-06-2016


بين الغابات السوداء والجبال الثلجية في الجنوب الروسي، تلقي بنفسك على الأرض، وتحس بهبوطها تحتك لسنتيمترات عدة، لا تهتم إن كان ما جلست فوقه جثة لحيوان نافق أم أرضاً على وشك الخسف.. أم مجرد تبة ثلجية أخرى! فكل ما تريده في هذه اللحظة هو الراحة.. الراحة فقط.. بعد كل ذاك التعب.. على مرمى البصر ترى «ضريحاً» قريباً لا تخطئ شكل القبر.. اللون الأخضر المميز والآيات في المدخل.. والرجل الذي ينتظر البركة لسبب ما! تسأل: ضريح مَنْ هذا..؟ فيخبرونك بأنه قبر الصحابي الفلاني.. وصل إلى هنا قبلكم!

أحراش كثيفة ودخان.. تلك الرائحة المتميزة للتعرق.. صرخة من مرافقك تسمعها فجأة وهو يحثك على خفض رأسك.. ترفع رأسك ثانية لتراه يمسك بثعبان كان هنا قبل لحظة.. يتوقف قلبك مرة أخرى.. كنت أعلم أن الثعابين تتبعني دوماً لكن ليس إلى هذه الدرجة، أنا متعود على الغدر من ناعمات الملمس.. تبدأ بالبكاء من صدمة الموقف؛ يطمئنك المرافق إلى أنها لو عضتك لم تكن لتموت من فورك كنت ستحظى بنصف ساعة كاملة من الألم قبل وفاتك.. تسب الأحراش الإفريقية وتقرر العودة فوراً.. تلمح ذلك البناء الطيني.. تسأل فيقولون لك: هنا قبر الصحابي الفلاني، وصل إلى هنا قبلكم!

بين نيران الجبال الأذرية، في تلك البقعة التي تقع بين أشرس الحضارات في التاريخ: الفارسية والرومانية والتركية، جبل من نار حقيقية كانت تعبد ذات يوم، واليوم تعلب في براميل تتحكم في مصائر البشر وتُحرق بالحروب من أجلها نفسها مرتين، قمة جبلية نارية أخرى، قبر آخر، أصبحت تتوقع الإجابة.. صحابي آخر.. الابتسامة نفسها في وجوه مضيفيك، والدفء نفسه حينما يضعون أيديهم على كتفيك، وهم يعتقدون أنك من الأبناء البررة.. وصل إلى هناك قبلكم!

يتكرر السيناريو على تخوم قلعة في أوروبا؛ في طريق مهجور في البلقان، في قرية صغيرة في الصين، في جزيرة نائية في شرق إفريقيا، دوماً كانوا هناك، قبل كل وسائل الترف التي يمتلكها الرحالة.. قبل تجليات الأخوين رايت، التي جعلت انتقالنا بالساعات؛ قبل المضادات الحيوية وقبل مرطب البشرة، كانوا هناك قبلكم!

كانوا هناك قبلكم، ولولا فضل الله علينا ثم فضلهم لكنا نطوف في إحدى (حوطات) الربع الخالي، حول تمثال سبونج بوب! كانوا هناك قبلكم.. لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق!

لم يطلبوا تخليدهم، ولم نعرف إلا من اشتهر منهم! يكفي أن تسير في بعض تلك الدروب الوعرة، لكي تعرف كم عانوا، وكم تعبوا، وكم اغبرت الأقدام.. من أجلي ومن أجلك! أليس من حقهم علينا إن لم نخلدهم ونثني على جهودهم أن نذب عنهم الافتراءات على الأقل؟ أن ننظر إلى النجوم التي طاولوها، وندعو لهم بالرحمة والمغفرة؟ أن نفتخر بانتمائنا إلى تاريخ صنعوه، بدلاً من أن نبحث عن ألف تبرير وتبرير لإرضاء أعدائهم؟!

«.. الله يعلم أني كنت أحسدهم إذا أتتني عنهم قال حدثنا!»