أحدث الأخبار
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد
  • 11:52 . الجيش الباكستاني يعلن مقتل 50 مسلحا على الحدود مع أفغانستان... المزيد
  • 11:51 . برامج التقوية الصيفية.. دعم للتحصيل أم عبء على الطلبة؟... المزيد
  • 11:48 . أستراليا تتهم نتنياهو بإنكار معاناة سكان غزة... المزيد

السير باتجاه منطقة وسطى

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان
أتذكر ذلك اليوم من عام 1993 حينما كنت عائدة من ولاية ميريلاند بصحبة أخي الذي كان يدرس الهندسة في واشنطن ووالدتي التي كانت تتلقى العلاج هناك، في طريق العودة، أخطأ أخي الطريق ودخلنا في طرقات ملتبسة، في تلك الأيام لم يكن هناك سوى الخرائط للسير على هداها، لم يكن هناك هذه الوسائل المرتبطة بالأقمار الصناعية، ولما كنا امرأتين ورجلاً فقد ظهر التباين في طريقة التعامل مع الظروف واضحاً جداً، والدتي اقترحت أن نتوقف عند إحدى محطات البترول لنستفسر، وأنا وافقتها الرأي، أما أخي فالتزم الصمت تماماً، وبدا كأنه يعاني ورطته الخاصة، ويريد منا أن نصمت ليعالج المشكلة بطريقته.

يومها لم يسأل أخي أحداً، ولم يقبل من أي منا أن تتبرع بالمزيد من الاقتراحات، ولم أكن أعلم أنه شخص عنيد أبداً، لكنني بدأت أتفهم أن الأمر لا علاقة له بالعناد بقدر ما له علاقة بطريقة تفكير يتميز بها الرجل تختلف عن المرأة، والأمر هنا خارج دائرة الأفضل والأسوأ، إنها طريقة مختلفة لكائن مختلف، بمعنى أن الرجل يختلف عن المرأة تماماً في تعاطيه مع الظروف وفي طريقة تفكيره وزوايا الرؤية التي يطل من خلالها، تلك قضية محسومة، لكن غير المحسوم حتى اليوم تفهم المرأة لهذا الاختلاف وتفهم الرجل كذلك.

قرأت بعد هذه الموقف، كتاباً قيماً وشيقاً لكاتب أميركي وضع أصبعه على الجدلية المستمرة عبر التاريخ، الخلاف الذهني الفارق والشاسع في التعاطي مع المواقف وردات الفعل المترتبة عليها بين كل من المرأة والرجل، الكتاب صار الأشهر بعد صدوره كما حجز مكانته طويلاً على قائمة الكتب الأكثر مبيعاً حول العالم وترجم للغات كثيرة تحت اسم ذائع الصيت “الرجال من المريخ والنساء من الزهرة” قرأه رجال كثيرون وقرأته نساء بلا عدد، لكن كأن أحدا لم يستفد من المعادلة التي سطرها الكاتب بوضوح شديد من خلال كم هائل من المواقف والقصص والحكايات والشروحات.

بدأ الكاتب فكرته بهذه الحكاية “ذات يوم نصحت امرأة هندية ابنتها التي تزوجت في التو قائلة: تذكري يا ابنتي انك امرأة وأنه رجل، وأنكما كائنان مختلفان كأنكما جئتما من كوكبين نائيين، ستجدين زوجك في أيام كثيرة عود من الخارج صامتا يدخل غرفته ولا يكللم أحدا، كما انه لا يريد لأحد أن يقتحم صمته، في هذه الحالة فإن الرجل يدخل كهفه لسبب ما، ويضع على باب الكهف تنيناً، فلا تحاولي أن تقتحمي الكهف بإصرار أحمق لأنه التنين قد ينفث عليك من فمه ناراً تحرقك، اتركيه في كهفه، فإنه سيخرج لا محالة وسيحدثك بكل شيء ساعة يريد.

هذه الهندية الحكيمة اختصرت المشكلة‏‭ ‬وعرفت‭ ‬أصلها‭ ،‬الرجل‭ ‬اذا‭ ‬عاد‭ ‬من‭ ‬عمله‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬صامتا‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬شيئا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬عنه‭ ‬ولا‭ ‬يريد‭ ‬أحدا‭ ‬أن‭ ‬يسأل‭ ‬عنه‭ ‬حتى‭ ‬يقوله‭ ‬هو‭ ،‬هو‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يحترم‭ ‬صمته، ‬بينما‭ ‬المرأة‭ ‬تعتقد‭ ‬بأن‭ ‬الرجل‭ ‬يشبهها‭ ‬فهي‭ ‬اذا‭ ‬ضاقت‭ ‬ذرعا‭ ‬بالحياة‭ ‬وتأزمت‭ ‬فإن‭ ‬الكلام‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يريحها‭ ‬لا‭ ‬الصمت، هي‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تتحدث‭ ‬وتريد‭ ‬أن‭ ‬تسأل‭ ‬عما‭ ‬بها‭ ‬، ‭ ‬واذا‭ ‬لم‭ ‬يسألها‭ ‬من‭ ‬حولها‭ ‬فسرت‭ ‬ذلك‭ ‬بعدم‭ ‬الاهتمام‭ ‬وباللامبالاة‭ ‬..‭ ‬تتعقد‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التباين‭ ‬وتتعقد‭ ‬أكثر‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬التفهم‭ ،‬الحياة‭ ‬كلها‭ ‬تحتاج‭ ‬منا‭ ‬سيرا‭ ً‬باتجاه‭ ‬منطقة‭ ‬تفاهمات‭ ‬وسطى‭.