أحدث الأخبار
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد

ردود أفعال العقل العربي

الكـاتب : عبد الله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 21-05-2016


من المشاكل الحقيقية لدى العقل العربي المعاصر أنه يمارس انتقاد الآخرين، وهو غير مدرك لما يقوم بانتقاده، خاصة عندما يتم انتقاد الغرب، في حين أن الغرب يجري دراسات دقيقة لتفاصيل حياة العرب ومكونات مجتمعاتهم ودولهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. العرب في تاريخهم الطويل لم يحدث أن واجهوا تحدياً يمكن مقارنته من حيث الخطورة والضخامة بذلك المتمثل في مواجهتهم للعالم الغربي الحديث، فلأول مرة يتم وضعهم في موقع الدفاع عن النفس بطريقة صارخة ليس من الناحية العسكرية، ولكن من الناحية الثقافية، فما أن دشن الغرب اتصاله بالعالم العربي حتى بدأ في دراسة تاريخ العرب وديانتهم الإسلامية، وأدبياتهم والمظاهر والتجليات الأخرى للثقافة العربية.

منذ وقت طويل عرف المستشرقون الغربيون الكثير من تلك المواضيع أكثر من الدارسين العرب أنفسهم، بحيث إنه إذا أراد الدارسون العرب إجراء دراسات علمية جادة لتاريخهم وأدبياتهم وثقافتهم، فلابد لهم من الرجوع إلى الدراسات والكتب التي وضعها الغربيون. وفي هذا السياق العرب منذ اتصالهم بالغرب يعترفون دون حساسية بتفوق الغرب التكنولوجي، فمثل هذه الحقيقة لايمكن حجبها. وبعد كل شيء الغرب ومنذ عصر النهضة الأوروبي أصبح متخصصاً في التنمية والتقدم التكنولوجي. لذلك فإن لسان حال العرب يقول: «دعونا نستخدم مخترعاتهم، وآلاتهم وأدواتهم ووسائلهم التكنولوجية ونرفض ثقافتهم ووسائل عيشهم الاجتماعية»، الأمر الذي يولد إشكالية وصعوبة.

وتعود هذه الصعوبة إلى أنه لايوجد عجب في أن بعض الدارسين العرب المحدثين الذين برزت شكوكهم الوطنية والقومية يتهمون المستشرقين الغربيين بأنهم كانوا جميعاً يعملون لمصلحة المؤسسات الأمنية والاستخبارات الخارجية ووزارات خارجية حكوماتهم، وبالتالي فإنهم قاموا بتعمد بتزييف وتشويه التاريخ والثقافة العربية. ويقابل ذلك أن الدارسين العرب المحايدين علمياً لجأوا إلى الدراسات الغربية للتاريخ والثقافة والأدب العربي وتعلموا منها. إن واحداً من أقل الأمور استساغة لدى الإنسان العربي في عقله الباطن، والذي يتوجب على جميع العرب معرفته وفهمه هو أنه مع نهاية العصور الوسطى غطس العرب في سبات عميق بحيث تجمدوا وبقوا في حالة من الجمود الثقافي والفكري والعلمي إلى أن تم إيقاظهم من ذلك، وهنا لا يوجد شك في أن الكتاب والمؤرخين والباحثين والنقاد الاجتماعيين العرب استوعبوا جيداً فكرة الجمود التي تعيشها مجتمعاتهم، ولذلك أصبحوا أكثر انتقاداً للأوضاع القائمة فيها بشكل يفوق ما قام به المستشرقون الغربيون عند انتقادهم للأوضاع العربية.


إن التساؤلات الموجودة أمام العقل العربي لازالت مفتوحة، لكن المسألة الأهم من بين التساؤلات الثقافية والفكرية والاجتماعية والعلمية هي المسألة السياسية التي تتكون بدورها من مجموعة من التساؤلات المتداخلة: فهل على العقل العربي تسهيل وتشجيع تبني نظام سياسي جديد شبيه بالنظم الغربية؟

خاتمة القول هي أنني طرحت تساؤلاً في مقالة سابقة حول النقد والهجاء لدى العرب مفاده: هل نحن كعرب لانزال غير متعلمين بشكل واسع وضعفاء اقتصادياً، ومتخلفين تكنولوجيا؟ وبرغم ما تبدو عليه الإجابة على هذا السؤال من صراحة ووضوح وربما سذاجة، إلا أنها تمثل كبد الحقيقة التي على العرب التعامل معها بنفس قدر صراحتها ووضوحها إذا شاؤوا لأنفسهم نهضة حقيقية ومستقبل مشرق، وعليهم أخذ المبادرة بأنفسهم لحيازة المعرفة ووسائل الابتكار والإنجازات الفكرية لخلق واقع جديد يقودهم في عمر المستقبل.