أحدث الأخبار
  • 02:42 . مسؤول إيراني: احتمال اندلاع حرب جديدة مع "إسرائيل" وارد... المزيد
  • 12:44 . تغييرات إدارية وإقالات مبكرة وجدَل تحكيمي يشعل انطلاقة دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:42 . العفو الدولية: سياسة تجويع ممنهجة في غزة وسط استمرار المجازر... المزيد
  • 11:53 . نائب حاكم الشارقة يبحث مع مسؤولين مصريين التعاون القضائي والأكاديمي... المزيد
  • 11:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره السعودي المستجدات الإقليمية... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تستحوذ على 65% من طائرات "بوينغ" المسلّمة للشرق الأوسط في 2025... المزيد
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد

البعد عن نقطة الجهل

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-04-2016


أتذكر كلمات العقاد حين سئل عن العلم، فقال: «نحن نقرأ لنبتعد عن نقطة الجهل، لا لنصل إلى نقطة العلم»، هل نسمي ذلك تواضعاً من العقاد، لا يهم ما نسميه، المهم حين نقرأه كيف نوظفه، كيف تستقبله حواسنا وخلايا عقلنا، فالعقاد لم يكن يقصد أن يتواضع، فالتواضع سمة وسلوك أخلاقي لا يعاني الإنسان ليظهر به، إنه يظهر بشكل تلقائي في سلوكنا، لذلك فالعقاد كان يقصد ما قاله فعلاً، لكن الأكثر تأثيراً بالنسبة لي حين تأملت في كلامه عن الكتب؟ لماذا تقرأ؟ فأجاب: «لأن حياة واحدة لا تكفيني، الكتب حيوات، ونحن نعيشها كلها حين نقرأ!».

ذات مرة قرأت هذه الحادثة، احتفظت بها، لأنها لخصت لي كلام الأديب عباس العقاد على وجه الدقة، يقول الكاتب: «حضرت ورشة عمل عن اللغة والكلمة، وتأثيرها في الناس، وذلك في مركز مؤهل للتنمية البشرية، توزعنا مجاميع لكي نتبادل التجارب ثم الآراء على حسب الموقف، أو السؤال الذي تطلبه المحاضرة.. لفت نظري أن مجموعتي مكونة من رجل في منتصف الخمسين من عمره، يعمل كحمال بضائع، وليس لديه أي مؤهلات علمية تمكنه من العمل في وضع أفضل نتيجة ظروف يمر بها، مع ذلك يرى أن استثماره الكبير في الحياة هو الإحسان للناس بالابتسامة والكلمة الطيبة، فهو يحاول كلما واتته الفرصة أن يشترك في مثل هذه المحاضرات، خاصة إذا كانت مجانية»، ليتعلم كيف ينتقي كلامه وكيف يترجم ويرتب ما يدور في عقله من أفكار.

حين نقرأ مثل هذه الحكايات، فإننا نتخيل هذا الرجل الحمال تحديداً دون غيره من حضور الورشة، نتخيل ظروفه ومحاولته المستميتة ليكون صالحاً للتعامل مع الناس، هذا الوعي الاجتماعي اكتسبه من الورش التي يحضرها، لكنه بلا شك قرأ كتباً كثيرة ليصل إلى تكوين هذا العقل، بقي ألا نشعر نحن بتلك الأحاسيس البغيضة تجاه حمال يشاركنا الورشة، فربما قرأ كتباً أكثر منا بكثير، وعليه فقد ابتعد عن نقطة الجهل أكثر مما فعلنا نحن!

نتحرك وسط عالم كبير ومتنوع وشديد التناقض أيضاً، لكن الناس ينجحون في نهاية اليوم في إثبات قدرتهم على التعامل بعضهم مع بعض بأقل قدر من الصدام، لأن العلم الذي تلقوه والثقافة التي تتسع وتنتشر في المجتمع يساعدانهم على القفز على الخلافات والتناقضات، بالرغم من الصعوبة التي يواجهونها، لنتخيل لو أن حياتنا بلا كتب وبلا تواضع وبلا رحمة وبلا قراءة، كيف كنا قطعنا هذه السنوات؟ لنتخيل أننا آمنا بأن شكل حياتنا الذي نعيشه هو الأفضل، وأن ما نحن عليه هو الخير البحت، كيف كنا وصلنا إلى ما نحن عليه الآن؟ هذا ما لا ينتبه إليه معظمنا، إن ما نحن عليه هو جهد إنساني مشترك، اجتمع كثيرون عبر زمن طويل لينتجوه ولنعيشه نحن الآن، إن «حياة واحدة» لا تنتج ما نحن فيه، لذلك علينا أن نقرأ كثيراً، لنبتعد عن نقطة الجهل!