أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

الأساطير التي تربينا عليها

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 22-04-2016


في تفاصيل التاريخ، تاريخ العالم، تاريخ المدن، وتاريخ الناس تكمن الحكايات، الأساطير، الخرافات، والحكايات الصغيرة، في طفولتنا كانت الخرافة حاضرة، لا لننهل منها ونوسع خيالنا..

ولكن لنخاف بل ونموت خوفاً، فكلما خطر على بال الأمهات والجدات أن يمنعن الصغار من الخروج وقت الظهيرة، استحضرن لهم خرافة »حمارة القايلة«، فإذا فكر هؤلاء الصغار في أن يتفلتوا مساء من المنازل ليلعبوا ويعبثوا في (براحة) الحي ليلاً، جهزت الجدات العصا وحكاية »خادم بحر« أو »بابا دارياه«، فلا يفكر أحد بالاقتراب من البحر أو الخروج ليلاً، كي لا يخرج له جني البحر، لا قدر الله، وبالتأكيد، كان هناك صبية لا يبالون لا بخادم البحر ولا بديك الجن، ولا بمجانين الحي!

في الأيام التي سكنا فيها تلك الأحياء القديمة، راجت في خيالنا تلك الخرافات (كنا نسميها الخراريف ومفردها خروفة)، خرافات البر والبحر والظهيرة والمساء، كان مجرد ذكر أسماء مثل »أم الدويس« و»خطاف رفاي«، و»بابا دارياه«، كفيلاً بأن يجعلنا نتراجع عن أي مغامرة أو مشروع شيطاني كنا ندبره، كنا نخاف بالفعل، وكانت الجدات والأمهات تحرث عقولنا بتلك الحكايات، لحفظنا من شرور التسكع في أوقات غير آمنة، لكن الحي كان يولد أساطيره الصغيرة اليومية بشكل مستمر عبر شخوص حقيقيين يتحركون في فضاء الأمكنة، في الأزقة الضيقة وفي المنازل البعيدة المتداعية، وفي البراحة والحوش الكبير الذي يضم جموع الغرباء..

في روايته الشهيرة »صخرة طانيوس«، يؤكد الروائي أمين معلوف، أنه ما من قرية عربية في ما مضى من الزمن، تخلو من شخصية المجنون ورجل الدين، وهذه حقيقة لها براهينها، وقد عشنا طفولتنا متنقلين من حي لآخر حسب التحولات التي أصابت مدننا، لكن ما من حي خلا من معتوه أو مجنون كان الصغار يجرون خلفه، يستفزونه ويزيدونه جنوناً بحماقاتهم، خلف بعض هؤلاء تكمن حكايات عميقة جداً كانت سبباً في جنونهم تماماً، كما كان العشق سبباً في جنون قيس وموت روميو وآلاف غيرهم، قرأت ذات يوم عن رسام رقيق ورائع ينتمي لأسرة أرستقراطية في دمشق، جن بسبب أفكاره، هم قالوا إنه مجنون لأنه تبنى أفكاراً لم يتقبلها المجتمع المخملي!

حكت لي أمي عن امرأة قيل إنها مجنونة كانت تستولي على غداء الناس وقت الظهيرة وتلقيه في البحر، كانت تقول إذا سئلت عن السبب إنها تفكر في الأسماك والحيتان التي يجب أن تأكل مثلنا. أهذه مجنونة فعلاً أم فيلسوفة؟ ذلك يعود للمنظور والزاوية اللذين يتم تقييم تصرفها من خلالهما، لكن الأمهات لم يترددن في تخويف صغارهن منها، على الرغم من أنها لم تكن تؤذي أحداً.

إنها الخرافة أو الذهن الجماعي الذي يصنع أساطيره ليحمي نفسه أو أطفاله أو أفكاره!