أحدث الأخبار
  • 09:21 . الإمارات تُدين بشدة إطلاق الاحتلال النار على الدبلوماسيين في جنين... المزيد
  • 07:20 . وسط الأزمة مع الجزائر.. أبوظبي تتوسع في المغرب بصفقة تتجاوز 14 مليار دولار... المزيد
  • 07:09 . إيران: علاقتنا مع السعودية في "وضع ممتاز" وتعاون اقتصادي يلوح في الأفق... المزيد
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد

الأساطير التي تربينا عليها

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 22-04-2016


في تفاصيل التاريخ، تاريخ العالم، تاريخ المدن، وتاريخ الناس تكمن الحكايات، الأساطير، الخرافات، والحكايات الصغيرة، في طفولتنا كانت الخرافة حاضرة، لا لننهل منها ونوسع خيالنا..

ولكن لنخاف بل ونموت خوفاً، فكلما خطر على بال الأمهات والجدات أن يمنعن الصغار من الخروج وقت الظهيرة، استحضرن لهم خرافة »حمارة القايلة«، فإذا فكر هؤلاء الصغار في أن يتفلتوا مساء من المنازل ليلعبوا ويعبثوا في (براحة) الحي ليلاً، جهزت الجدات العصا وحكاية »خادم بحر« أو »بابا دارياه«، فلا يفكر أحد بالاقتراب من البحر أو الخروج ليلاً، كي لا يخرج له جني البحر، لا قدر الله، وبالتأكيد، كان هناك صبية لا يبالون لا بخادم البحر ولا بديك الجن، ولا بمجانين الحي!

في الأيام التي سكنا فيها تلك الأحياء القديمة، راجت في خيالنا تلك الخرافات (كنا نسميها الخراريف ومفردها خروفة)، خرافات البر والبحر والظهيرة والمساء، كان مجرد ذكر أسماء مثل »أم الدويس« و»خطاف رفاي«، و»بابا دارياه«، كفيلاً بأن يجعلنا نتراجع عن أي مغامرة أو مشروع شيطاني كنا ندبره، كنا نخاف بالفعل، وكانت الجدات والأمهات تحرث عقولنا بتلك الحكايات، لحفظنا من شرور التسكع في أوقات غير آمنة، لكن الحي كان يولد أساطيره الصغيرة اليومية بشكل مستمر عبر شخوص حقيقيين يتحركون في فضاء الأمكنة، في الأزقة الضيقة وفي المنازل البعيدة المتداعية، وفي البراحة والحوش الكبير الذي يضم جموع الغرباء..

في روايته الشهيرة »صخرة طانيوس«، يؤكد الروائي أمين معلوف، أنه ما من قرية عربية في ما مضى من الزمن، تخلو من شخصية المجنون ورجل الدين، وهذه حقيقة لها براهينها، وقد عشنا طفولتنا متنقلين من حي لآخر حسب التحولات التي أصابت مدننا، لكن ما من حي خلا من معتوه أو مجنون كان الصغار يجرون خلفه، يستفزونه ويزيدونه جنوناً بحماقاتهم، خلف بعض هؤلاء تكمن حكايات عميقة جداً كانت سبباً في جنونهم تماماً، كما كان العشق سبباً في جنون قيس وموت روميو وآلاف غيرهم، قرأت ذات يوم عن رسام رقيق ورائع ينتمي لأسرة أرستقراطية في دمشق، جن بسبب أفكاره، هم قالوا إنه مجنون لأنه تبنى أفكاراً لم يتقبلها المجتمع المخملي!

حكت لي أمي عن امرأة قيل إنها مجنونة كانت تستولي على غداء الناس وقت الظهيرة وتلقيه في البحر، كانت تقول إذا سئلت عن السبب إنها تفكر في الأسماك والحيتان التي يجب أن تأكل مثلنا. أهذه مجنونة فعلاً أم فيلسوفة؟ ذلك يعود للمنظور والزاوية اللذين يتم تقييم تصرفها من خلالهما، لكن الأمهات لم يترددن في تخويف صغارهن منها، على الرغم من أنها لم تكن تؤذي أحداً.

إنها الخرافة أو الذهن الجماعي الذي يصنع أساطيره ليحمي نفسه أو أطفاله أو أفكاره!