أحدث الأخبار
  • 02:42 . مسؤول إيراني: احتمال اندلاع حرب جديدة مع "إسرائيل" وارد... المزيد
  • 12:44 . تغييرات إدارية وإقالات مبكرة وجدَل تحكيمي يشعل انطلاقة دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:42 . العفو الدولية: سياسة تجويع ممنهجة في غزة وسط استمرار المجازر... المزيد
  • 11:53 . نائب حاكم الشارقة يبحث مع مسؤولين مصريين التعاون القضائي والأكاديمي... المزيد
  • 11:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره السعودي المستجدات الإقليمية... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تستحوذ على 65% من طائرات "بوينغ" المسلّمة للشرق الأوسط في 2025... المزيد
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد

خايف على عيالي

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 08-03-2016


هل تود الخروج معي؟ بالطبع! ثوانٍ.. يضغط على صورة المايك في هاتفه بالطبع، لكي لا أسمعه وهو يستأذن من «المعزبة».. يعود إليّ بعد ثوانٍ وصوته يحمل سعادة طفولية.. مرّ علي! وقبل أن أغلق الهاتف يتذكر أمراً.. هل فلان سيكون معنا؟ أجيبه بالتأكيد.. كي تزيد الحماسة فأفاجأ به يقول: آسف.. لن أحضر!

الأحمق لم يترك لي الخيار! أتصل بالآخر.. هل تود الخروج معي؟ بكل سرور.. تصل إلى منزله.. تتصل به لتخبره أنك «تحت».. يسألك كاذباً كعادته: متعشي.. أييب لك شي؟ تجيبه صادقاً كعادتك: لا.. هات أي شي! وقبل أن يغلق الهاتف يقول لك: لا تحرجني.. إذا كان فلان في السيارة فأخبرني من الآن كي أبقى في المطبخ.

تمتزج سعادتك بحزنك.. السعادة لأنك عرفت الواجبات التي تكلفه بها معزبته.. والحزن لأنك تأكدت أن ما كان بينهما لن يعود أبداً كما كان!

إلى فترة قريبة كانا يعتبران فولة وانقسمت نصفين، كما يقول التعبير المصري.. طنجرة ولقيت غطاها بالسوري.. طيرين في عش (بالأردني بتصرف).. قرية مفشوقة بالنص بالعراقي.. متشابهان متحابان.. يتبادلان أعقاب السجائر والنكات والسيارات ونقاط المرور السوداء والغتر والأعقلة (جمع عقال).. إلى أن توقف أحدهما عن مناداة الآخر بغير كلمة «الداعشي».. وتوقف الآخر عن مناداته بغير كلمة «الملحد»، على الرغم من توافقهما في كل فكرة، واختلافهما في مستوى طرق الوصول إليها.

كلما جلست مع أحدهما صرح لي وبدأ كلامه معي بمحاولة إقناعي بأنني لا أفهم ما الذي يحاك لهذه الأمة.. اللطيف أن كليهما يؤمن بأن الـ«سي آي إيه» لها يد في الموضوع.. الأول يقسم برأس أمه (ثم ينتبه ويستغفر) بأن المؤامرة من هؤلاء هدفها سلخنا عن كل ما ننتمي إليه.. تراثنا، أمجادنا، قدواتنا، مقدساتنا.. والثاني يقسم بالله (ما يجعلني ابتسم) بأن الهدف هو إعادة الجميع إلى عصور الجهل والتخلف، وإبقائهم في دوامة الكُره وقتل أحدهم للآخر..

يختم كلاهما كلامه بالجملة التي أكره سماعها.. صدقني أنت لا تفهم! إذا سيطر هؤلاء على أفكار الناس فلا مستقبل لنا.. أنا خايف على عيالي!

«الخوف على العيال» هو مربط الفرس! كل طرف يتشاءم بالنظر إلى مستقبل أسود وهو خائف على عياله.. عداوات من لا شيء.. وخطط.. وردود أفعال بسبب الخوف من المجهول، بينما الوقاية في رأي كل منهما أيضاً واحدة، وهي وجود «الدولة» بمفهومها الحديث ومؤسساتها التي تحمي المال و«العيال»..

كيف أقنع كلاً منهما بأن ضمانته هي بعمله الجاد والمخلص من أجل تقوية مؤسسات الدولة.. بأن تكون حياته في أن يتأكد من وجودها وثباتها ونجاحها كي لا يخاف على عياله؟! أعتقد أن معزبته هي خير من يفعل!