أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

«البحيرة والسلم وصديقي النصاب والكاميرا التلفزيونية المغلقة وأمور أخرى

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 06-03-2016


أقف أمامه لأحول بينه وبين ركوب المصعد، ينظر إليّ باستفسار، أشير دون أن أتكلم إلى تلك اللوحة التي أصبحت إكسسواراً إلزامياً في كل المصاعد، صورة كاميرا مرورية وتحتها عبارة: «المصعد مراقب بدائرة تلفزيونية مغلقة»، بالطبع أنا لا أعرف الفرق بين الدائرة المغلقة والمفتوحة، وكيف تكون الكاميرا تلفزيونية وهي مغلقة، ولكنني بشكل عام لا أحب ذلك الشعور بأن هناك من يتلصّص عليّ! الأمر ليس مريحاً كما تعلم، يقول لي صاحبي كلمة واحدة قبل أن يتجاوزني بطريقة غير حضارية: ظريف! عندها فقط أتنبه إلى حالته الصحية، فالذهاب إلى الطابق الثاني باستخدام السلم يعد نوعاً من أنواع القتل المتعمد بحق مدخن عتيد!

ننهي اجتماعنا في الطابق الثاني، ونتمشى في «الفسحة» التي منحنا إياها الطقس خلال الأسبوعين الماضيين، حين قرع جرس حصة الرطوبة الطويلة، ليسمح لنا بقضاء دقائق معدودة في هذه الأسابيع قبل العودة إلى درس القضاء والقدر في جزيرة العرب، الذي سيستمر للأشهر الثمانية التي تلي هذه الفسحة.. نقف على ضفاف بحيرة خالد، البقعة السياحية الأجمل في دولة الإمارات، تلك البقعة التي ترتبط بالكثير لدى أهالي الشارقة، خصوصاً منذ أن فرش الشيخ سلطان عباءته على ضفافها، وصلى جماعة مع مسؤولي البلدية، وهم يرسمون تخطيط إنشائها في السبعينات، وحتى يومنا هذا مازالت الأجمل والأقرب إلى القلوب، يتحدث صديقي عن جمال البيئة وضرورة الاهتمام بها من أجلنا ومن أجل الأجيال المقبلة، يلقي بعقب سيجارته في البحيرة، ثم يحدثني عن فرص الاستثمار في البيئة، وهو يقدم لي بعض شرائح البطاطا المقلية من كيسه، وكيف يمكن تحويل البيئة إلى منجم استثماري مهم، يلقي بالكيس في البحيرة، وأخيراً يسبل عينيه بتقوى، وهو يذكرني بأن البيئة والحفاظ عليها فرض عين، وليس فرض كفاية، يلقي بـ«قوطي البيبسي» خلف ما سبقه، ثم نغيب أنا وهو كل منا في أفكاره الخاصة في غروب جميل آخر، حين تنهار مقاومة الشمس، فتسقط في هوى بحيرتنا عاشقة ككل سكان المدينة!

في رأيي فإن جميع العاملين في مجالات ثلاث، هي: البيئة وحقوق الإنسان وحرية المرأة، هم ليسوا بشراً رماديين مثلي ومثلك، فهم إما ملائكة تفني حياتها في طلب تلك الحقوق، وتؤمن بقضيتها، أو أنهم كصاحبي نصابون من طراز رفيع، رأوا أن الاهتمام بتلك الأمور موضة فتبعوها، مجرد موضة أخرى، مثل سوار الطاقة، والكندورة المخصرة، والاستماع إلى ليونيل ريشي! مجرد موضة أخرى، والأمر لا يهمني، ولكن ما يهمني هو جهد الجهات المسؤولة الكبير، الجهات التي حاولت بكل الطرق حماية بحيرتنا الجميلة، من التوعية بكل اللغات، بما فيها اللغات المنقرضة في جنوب شرق آسيا، وبالغرامات وبالحملات والاستعانة بالغواصين لتنظيف لا مبالاة الزوّار، إلى شق قناة لتجديد مجرى المياه، ولكن في بعض الأحيان لا تملك إلا أن تتذكر المصعد الذي ذهب بنا إلى الطابق الثاني، الحل الوحيد للحفاظ على بحيرتنا هو الدائرة التلفزيونية المغلقة، لمراقبة «الموسّخين»، «وسّخهم الله في الدنيا والآخرة»، ومحاسبتهم بقسوة، فالحفاظ على بحيرتنا الجميلة أهم بكثير من زخّ أحدهم إذا قرر المشاغبة في أحد المصاعد! وأنا لا أعرف صدقاً ما الذي يمكن أن يقترفه أحدهم في مصعد، ويعاقب عليه القانون!