أحدث الأخبار
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد

حكاية «العربية»!

الكـاتب : أحمد بن راشد بن سعيد
تاريخ الخبر: 02-03-2016


لم يكن البرنامج الذي عرضته قناة العربية عن حياة قائد «حزب الله»، حسن نصر الله، «وثائقياً»، كما زعمت، ولا حتى فيلماً ساعياً إلى ذم حسن، فمدحه من غير أن يشعر، كما عنونت ذلك صحيفة «السفير» المقربة من الحزب. كان خليطاً دعائياً باهتاً ومرتبكاً لمقتطفات يوتيوبية من خطب نصر الله بدت خالية من أي إضافة حقيقية، فضلاً عن مقاطع من «أرشيف» الحزب، وتقارير قناتَيْ «المنار» و «الميادين». وبدا الفيلم كأنما «طُبخ» على عجل، فلا تسلسل زمنياً لمشاهده، ولا رؤية متماسكة له. باختصار، أرادت «العربية» أن تروي «حكاية حسن»، فروت حكايتها.
في البداية، عرض الفيلم مشاهد من «المنار»، أحدها يُظهر صوت شخص يقدّم خطاباً لحسن: «استقبليه بصوتك الهادر، لبيك يا نصر الله»، ويعلّق المذيع بالقول: «صوته يصدح بين الأرجاء، ويملأ الساحات»، ثم يظهر حسن هاتفاً: «السلام على الحسين». ويسرد الفيلم محطات في حياة «السيّد» كالتحاقه بحوزة النجف، وتعيينه عضواً في المكتب السياسي لحركة «أمل» «رغم حداثة سنّه»، ما يوحي بعبقريته النضالية. كما يتناول استلام عباس الموسوي قيادة «حزب الله» عام 1991 راوياً قصة اغتياله كما يلي: «الطيران التجسسي الصهيوني في الأجواء، والعملاء مفتوحة عيونهم كجحور الثعابين، أنهى أبو ياسر كلمته، زار منزل الشيخ راغب حرب، قرأ الفاتحة على ضريحه الشريف في روضة جبشيت، ثم قصد منزل الشهيد أحمد شعيب في بلدة الشرقية...وعلى الطريق المؤدي إلى بلدة تفاحتا، قطع الموكب أمتاره الأخيرة، ولصوص الجو يلاحقونه بالمروحيات الحربية، وفي لحظة رهيبة، انطلق صاروخ الحقد ليصيب سيارة السيّد عباس». ثم يأتي الفيلم بصوت حسن وهو يؤبّن عبّاس بمفردات شيعية-كل ذلك مصحوب بمؤثر موسيقي درامي يوحي بالتعاطف مع «نضال» عباس، وبشاعة اغتياله.
ولم يقف التناول الإيجابي عند هذا الحد، فقد وصفت «العربية» حسن بأنه «رجل لكل الحروب» في عنوان أحد مقاطع فيلمها، ونقلت مشاهد من «المنار» تَظهر فيها فرقة تؤدي نشيداً بالفارسية والعربية تحية للرئيس الإيراني، نجاد، أثناء زيارته للبنان عام 2010، كما أعادت بث تقرير من «المنار» عن تشييع «شهيدين مجاهدين» (سقطا في سوريا) والصلاة على جثمانيهما «الطاهرين». ويمضي «الوثائقي» فيعرض مقطعاً من مباراة ملاكمة مصحوباً بأغنية تمجّد حسن، ويلوّح فيها المنتصر بعلم «حزب الله»، ومقطعاً آخر للمذيع نيشان وهو يسأل المغنية هيفاء وهبي عن شخص «غير حبيب» يخفق له قلبها، فتجيب: «حسن نصر الله»، وهو الجواب الذي عرضته «العربية» بخلفية موسيقية أندلسية، وعدد من صور المعشوق حسن في طفولته وشبابه.
وهكذا، لم تزد «العربية»على أن تمخّضت فولدت فأراً، وظهر جلياً أن «الوثائقي» المزعوم فضيحة بامتياز، ليس بسبب تهافته البنيوي اللافت فحسب (افتقاده معنى «التوثيق»)، بل بسبب لغته الدعائية الفجة والغريبة عن إيديولوجية القناة:»الشهيد»، المجاهد»، «الشيخ»،»الصهيوني»،»ضريحه الشريف»،»جحور الثعابين»،»صاروخ الحقد». وبالرغم من كره القناة للاستعارات المعارضة للكيان الصهيوني، ولاستعارات الجهاد والاستشهاد، إلا أنها لم تجد مانعاً من استدعائها في السياق الشيعي؛ بالنظر إلى أن معركتها ضد الإسلام السني حصراً. بدا حسن في «حكاية العربية» بطلاً عصامياً شق طريقه بنجاح، وخطيباً مفوّهاً تسيل دموع جماهيره محبةً وإعجاباً. حتى اسم «الوثائقي» بدا محاكاة لأسطورة «الشاطر حسن» الذي يتّسم بالذكاء والمغامرة.
لم يكن إغفال فيلم «العربية» للفظاعات الإرهابية التي مارسها حسن وحزبه في لبنان وسوريا اعتباطاً، ولم يُعرَض من دون معرفة مسؤولي القناة، كما يردّد بعض المعتذرين لها. لقد سبق الفيلم مئات التقارير الإخبارية التي «مجّدت» التغول الصفوي في المنطقة، لكن الفيلم كان «صادماً» فقط لوضوحه ورداءته وسياقه. والذين توقعوا مبادرة مدير القناة إلى الاستقالة أو الاعتذار لا يفهمون عقلية مجموعة mbc التي تحتقر الرأي العام، وتقدّم إيديولوجيتها على اعتبارات المهنية والصورة الذهنية. الرهان بالطبع على وعي الجماهير التي تصدّت ببسالة للفصل الأخير والبائس من «حكاية العربية».