أحدث الأخبار
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد

إحراق المنطقة من أجل الأسد!

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 22-02-2016


يتداول معارضون سوريون قولاً منسوباً إلى ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري، مفاده «أننا تسلمنا البلد وفيه ستة ملايين شخص، وسنعيده إلى هذا المستوى».
هناك قول آخر منسوب إلى هشام الاختيار (أو بختيار) رئيس مكتب الأمن القومي في حزب البعث الذي قتل في تفجير مقر الأمن القومي في دمشق (يوليو 2012)، علّق فيه على الاستنكارات الدولية لسقوط نحو عشرة آلاف قتيل آنذاك بقوله: «هذه أزمة لن تنتهي ولا بمليون قتيل». أما بشار الأسد نفسه فهدّد في أكثر من مقابلة صحافية منذ أكتوبر 2011 بأن «المؤامرة الكونية» على سوريا ستؤدي إلى تصدّع المنطقة وإشعالها.
تُظهر إحصاءات الأمم المتحدة أن ما يزيد على 11 مليون سوري -أي ما يقرب من نصف السكان (23 مليوناً)- أصبحوا لاجئين في الخارج أو مهجّرين في الداخل تحت رحمة النظام الذي اقتلعهم من منازلهم ومن مدنهم وبلداتهم. وثمة مناطق وأحياء واسعة زال عمرانها وتغيّرت معالمها ما يحول دون عودة أهلها إليها حتى لو انتهت المحنة في أجل قريب. لكن انسداد أفق الصراع وتفاقمه وتعقيداته الدولية والإقليمية لا تنفكّ تنذر بإطالته، ما يمكن أن يحقق «النبوءة» الجهنمية التي أطلقها ماهر الأسد، وهي لا تنمّ عن دراية سياسية بمقدار ما تعبّر عن ثقافة دموية غذّاها النظام في عقول عسكره و «شبّيحته» وأفضت به إلى هذا العداء المتأصّل للشعب إلى حدّ الإبادة.
في العام 2013 توقفت فرق الأمم المتحدة عن تعداد ضحايا القتال في سوريا، وتبنّت لفترة طويلة الرقم 220 ألفاً باعتباره أكبر من أن يُحتمل إنسانياً، ثم رفعت تقديراتها أخيراً إلى 250 ألفاً، رغم اقتناع الخبراء بأن هذا الرقم بعيد عن الحقيقة. ومنذ السنة الثانية للأزمة كان الناشطون والعاملون في الإغاثة والإسعاف يشيرون إلى أن الأرقام المتداولة تغفل العديد ممن قضوا في ظروف مجهولة أو في مناطق تحت سيطرة النظام الذي لا يوفّر أي بيانات ولا يهتم أصلاً بتوثيق الخسائر البشرية. لذلك كان تقرير «المركز السوري لبحوث السياسات» صادماً (الجارديان 11 فبراير) بإعلانه أن %11 (2.3 مليون) من مجمل السكان «قتلوا أو أصيبوا». وإذ قدّر عدد الضحايا بـ470 ألفاً والمصابين بـ1.88 مليون، فإن المعارضين ذوي العلاقة مع الداخل والعاملين على توثيق وقائع الصراع يعتبرون هذه الحصيلة لا تزال أقلّ من الواقع.
وعندما توقع الأسد إشعال المنطقة لم يكن أحد يعتقد أن روسيا ستُقدم على التدخل المباشر في سوريا، لكن النظام كان توصّل منذ سبتمبر 2011 إلى تفاهم «استراتيجي» مع موسكو، وتبيّن أنه حصل مذّاك على الضمانات (الأميركية- الروسية) اللازمة لـ «بقائه»، وكانت لواشنطن شروط، لكن موسكو لم تحثّ النظام على تلبيتها. فيما بعد كانت كل التطوّرات تصبّ في مصلحة النظام (أزمة أوكرانيا دفعت روسيا إلى التصلّب، الاتفاق النووي أدّى إلى تغيير جوهري في علاقة إيران وأميركا)، وقبل ذلك كانت إسرائيل على الدوام تحض واشنطن على الحفاظ على نظام الأسد. وفي الشهور الأخيرة انكشفت الأوراق شيئاً فشيئاً إلى أن أصبح التنكّر لحلفاء مثل السعودية وتركيا من «الثوابت» الأميركية الجديدة، فأوباما وبوتن مستعدّان لإحراق المنطقة من أجل الأسد.