أحدث الأخبار
  • 02:42 . مسؤول إيراني: احتمال اندلاع حرب جديدة مع "إسرائيل" وارد... المزيد
  • 12:44 . تغييرات إدارية وإقالات مبكرة وجدَل تحكيمي يشعل انطلاقة دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:42 . العفو الدولية: سياسة تجويع ممنهجة في غزة وسط استمرار المجازر... المزيد
  • 11:53 . نائب حاكم الشارقة يبحث مع مسؤولين مصريين التعاون القضائي والأكاديمي... المزيد
  • 11:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره السعودي المستجدات الإقليمية... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تستحوذ على 65% من طائرات "بوينغ" المسلّمة للشرق الأوسط في 2025... المزيد
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد

في الحب والمحبة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 11-02-2016


في الحب والمحبة كتب وقصائد وكلام كثير، يمكنه أن يتوزع على مفردات ومعانٍ وثنائيات، فأنت تحب منذ أن تفتح فمك باكياً في أول خروجك للحياة، وأنت تبكي حباً لا لشيء آخر، أنت تبكي لأنك فارقت بيتك الجنيني الذي اعتدته لتسعة أشهر، وفيه عرفت أمك وحفظت صوتها وضحكتها، ولطالما ترفست قدماك بكل حرية في ذلك الماء الذي كنت تظنه محيطاً أو بحراً خلق لأجلك، أنت تبكي ذلك العالم الذي اعتدته طويلاً، ذلك المنزل الأول الذي سيظل يمنحك أعلى درجات الحب والتقييم بلا مقابل لأنه يحبك كما أنت!

نحن نتعلم الحب أولاً، ثم ننمو به ومعه، فنحب أنفسنا، بيتنا، لعبنا، والدينا، إخوتنا، أصحاب اللعب وزملاء المدرسة، نتعلم كيف نجتذب اهتمام من نحب، وأحياناً تجعلنا الظروف نتطرف فنعتقد أن المحبة تَمَلُّك، وحينها نغار وندخل في حروب خفية ونحزن، وقد نبكي أحياناً، كل ذلك يعني أننا ندرب قلبنا ليتنفس ملء الدنيا وينمو قدر استطاعته، لكن قبل كل شيء، إن لم نحب أنفسنا فلن نتمكن من حب أي أحد آخر أو أي شيء خارجنا، سنظل حبيسي فكرة قاتلة!

ما هي تلك الفكرة وكيف تتولد أو تنمو فينا؟ إنها فكرة يولدها الخارج عادة، الأسرة، المعلمون في المدرسة، وزملاء الدراسة الابتدائية، فحين قرر ذلك الأب أن يزور ابنه في المدرسة ويتعرف جيداً إلى طريقة تعامله مع زملائه، طلب من المعلمة أن تأذن له بدخول الفصل، وفعلاً وافقت المعلمة..

وفي الفصل وجد هذه المعلمة قد وضعت بطاقات على ظهور الطلاب، تحمل صفات معينة كطريقة ثواب وعقاب عجيبة، لكن لطالما اتبعها بعض المعلمين، فعلى ظهر أحدهم كُتِب (أنا ذكي) وعلى ظهر آخر كتب (أنا نظيف) وآخر (أنا غبي) و(أنا كسلان) و(أنا مجتهد) وهكذا، لحظتها قرر الوالد أن يخرج ابنه من تلك المدرسة، وقد كان محقاً في قراره!

لن يحب ذلك الطفل نفسه يوماً، ولن يقيّمها التقييم العالي الذي يستحقه ويدفعه للأفضل، طالما قَبِل أن يمشي بين زملائه حاملاً تصنيفاً حقيراً منحته له معلمته التي ينظر إليها باعتبارها قدوة وباعتبارها الأفضل والأكثر فهماً وعلماً، سيظل طوال حياته ينظر لنفسه أنه غبي وحمار، هذه البطاقات التعريفية المسيئة تقتل كل رغبة في أن يكون الإنسان كائناً أفضل، كما تقتل في زملائه أي رغبة في الصداقة أو حتى في التعاطف!

نحن نحب أنفسنا لأن هناك من يجعلنا ننظر لهذا الحب باعتباره حقاً وحاجة وضرورة، لأنه سيتحول في كل حياتنا إلى خزان لا ينضب، ننهل منه لحاجة ذواتنا ولنمنح الآخرين، ولنتعامل به مع كل ما يحيط بنا. نعم، هناك ممن نحب أشخاص غير كاملين مثلنا تماماً، فالكمال ليس من صفات البشر أصلاً، لكن النقصان فيمن حولنا أو في أصدقائنا لا يجوز أن يتحول إلى بطاقة تعريفية نلصقها بهم طول العمر!

في المحبة أيضاً، عليك أن تقبل من تحبه كباقة ورد، وأن تنظر له انطلاقاً من فكرة أن في الباقة وروداً وأوراقاً ونباتات خشنة أو جافة وحشائش صغيرة، لكنها معاً تشكل تلك الباقة الحلوة.