أحدث الأخبار
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد
  • 11:52 . الجيش الباكستاني يعلن مقتل 50 مسلحا على الحدود مع أفغانستان... المزيد
  • 11:51 . برامج التقوية الصيفية.. دعم للتحصيل أم عبء على الطلبة؟... المزيد
  • 11:48 . أستراليا تتهم نتنياهو بإنكار معاناة سكان غزة... المزيد

الاغتراب ولغة الابتكار

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

محمد الباهلي

لعلّ استحداث جائزة اللغة العربية، والذي تحدَّثت عنه الأسبوع الماضي، يشير إلى ضرورة حثّ المجتمع بكل فئاته ونخبه، على مواكبة المبادرات التي تطرح من قبل الحكومات والمنظمات الدولية والأفراد للنهوض بلغة القرآن الكريم، والتي تدعو لبث الروح مجدداً في شرايين هذه اللغة التي تأثرت بما أصاب الأمّة العربية من تصدع وضعف في دورها الحضاري، وكابدت الكثير من الأزمات التي مرّت بها الأمة وأثرت على حركة نهوضها.
وخلال العقود الثلاثة الأخيرة شهد العالم العربي نقاشات وتجاذبات حول مسألة تراجع دور اللغة العربية، وتأثير ذلك على الواقع العربي وقضايا بناء الهوية القومية وتعزيز الانتماء الوطني، فضلًا عن متطلبات الفكر التنموي والإبداعي بشكل عام. وقد ركزت أغلبية النقاشات في هذا الخصوص على مسألتي «الأمن اللغوي» و«الأمن الثقافي» وما يتعرضان له من تهديد جرّاء التحولات المهمة التي شهدها المجتمع العربي نفسه، وأهمها تحولان:

1- هيمنة اللغة الأجنبية (الإنجليزية) على كثير من مجالات الحياة، خاصة بعد انتشار التعليم الأجنبي والتعليم باللغة الأجنبية بحجة أن سوق العمل يقتضي ذلك، وباعتبار الإنجليزية لغة كونية.

2- تراجع مكانة اللغة العربية في مجالات كثيرة، مثل التعليم والإعلام والاقتصاد والإدارة والتجارة، وضعف دورها رغم كونها اللغة الأم التي يفترض أن تسود في جميع المجالات.

وقد أثيرت تساؤلات كثيرة حول هذا الموضوع وما سيحدث للغة العربية لو استمر وضعها الحالي على ما هو عليه، وهل يفقد جيل بأكمله هويته ولغته القومية؟ ومما يثير الدهشة أنه رغم نتائج الدراسات العلمية العديدة وتوصيات المؤتمرات المتخصصة الكثيرة، والتي تحذر من خطورة الاستمرار في السياسات اللغوية المعمول بها في كثير من الدول العربية، فإنه قلّما لوحظ تغير ملموس يتجه نحو إعادة اللغة العربية إلى وضعها الطبيعي في المجتمع العربي، بل إن اللغة الأجنبية أصبحت هي المسيطر، وماحة المدارس والجامعات الأجنبية زادت أكثر وامتدت أسرع على حساب نظيراتها العربيات.

ونحن هنا لسنا ضد تعلم لغة أجنبية، لأن هذه الأخيرة، كما يعلم الجميع، أصبحت ضرورة علمية ومعرفية لا غنى عنها في التعامل الإيجابي مع الثقافات والمعارف الأخرى والاستفادة من تجاربها ومعارفها الفكرية والعلمية.. لكننا نتحفظ على التعليم باللغة الأجنبية، لأن التجارب العملية والدراسات العلمية تؤكد خطورة ذلك الخيار على الطالب وعلى تنمية الحس الإبداعي لديه، فضلًا عن كونه يضعف الإحساس بالانتماء إلى الوطن.

وأخيراً تغيب العقول المبدعة والمبتكرة من خلال التعليم الأجنبي، أو حتى التعليم ثنائي اللغة. فالتجارب العالمية تقول إن التدريس بغير اللغة الأم لا ينتج طالباً مبدعاً أو مبتكراً، وإحصاءات الأمم المتحدة تؤكد هذه الحقيقة، حيث تشير إلى أن الـ19 دولة التي جاءت في صدارة الدول التي تملك التقنية العالية، إنما يتم التعليم والبحث العلمي فيها باللغة الأم وليس اللغة الأجنبية.