أحدث الأخبار
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد

«فلتكن كريسيدا.!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 17-12-2015


في الحقيقة كنا نحسد «الطنطات»..

كانت عائلة عربية تسكن بجوارنا في الثمانينات وكنا نسميهم «الطنطات»، لأنهم كانوا على عكس أهالي الحي لا يخرجون من المنزل إلا وفي جيب كل منهم رشاش صغير للقضاء على الجراثيم «لم يكن الجل المعقم منتشراً في تلك الفترة»، وكانت دراجة كل من الصغار تحتوي على «منفاخ» للطوارئ وورقة بها مجموعة أرقام للاتصال، وبالطبع لم يكونوا ليركبوا دراجاتهم بلا خوذة ولا القميص الأصفر الفسفوري لأغراض السلامة، لديهم قطتان في المنزل بأسماء مسحها الزمن من ذاكرتي، ولكنني أذكر أنها كانت على وزن «فعفل» أي أنها كانت توتو أو سوسو، كانت عائلة نظيفة جداً ومثالية جداً وتصلح لأن تأخذها مباشرة من الحي إلى الاستوديو لتصوير دعاية تلفزيونية سخيفة أخرى.

كنا نحسدهم لأسباب اجتماعية أخرى، فبينما نحن نتفاجأ ذات يوم بوجود سيارة جديدة أمام منزلنا، ويخبرنا المرحوم بأنه اشترى هذه السيارة للمنزل، وأن من يقترب منها أو يحاول الركوب بها دون إذن فإن عقابه سيكون كذا وكذا، فإن عائلة «الطنطات» كان لديهم نظام مختلف، فوالدهم الذي درس في الخارج، كان يجمعهم على مائدة الغداء ويتبادل معهم الآراء وينظرون إلى مجموعة جميلة ملونة من الكاتالوجات ثم نسمعه يقول بحماس: فلتكن الكريسيدا إذن!

30 عاماً وأنا لم أتوقف عن حسد جيراني السابقين لممارساتهم الديمقراطية الجميلة ومشاركتهم في صنع القرار، إلى أن جمعتني مناسبة اجتماعية بأحد أبنائهم الأسبوع الماضي، وتم فتح دفاتر التاريخ واعتذار مني لسرقة كرتهم الفسفورية، لا بأس بأن تتحلل ولو بعد 30 عاماً، سألت عن والدهم وأثنيت على ماضيه الجميل، ليقابلني جار الماضي بابتسامة حزينة، وهو يسر لي بأثر «قوطي الرد بول الرابع» الذي يحتسيه: كلكم تعتقدون بما كنتم تسمعونه، المرحوم كان يحب «الشو» فقط! ألم تلاحظ أننا لم نغيّر الكريسيدا أبداً! لقد كان يأخذ آراء الجميع، ولكنه في داخله لم يكن ليشترى غير الكريسيدا! المهم أن يشعرنا بأنه يهتم وأننا جزء من قراره!

بصراحة لم أعد أترحم على المرحوم والدهم، ولكنني أتمنى أن أترحم على بعض الدوائر والمؤسسات التي تريق ميزانياتها المحدودة أصلاً بادعاء طلب رأي الجمهور في أمور معينة، وحملات بالملايين لإشراك الجمهور ورأيك يهمنا، ثم تمر سنون دون تغيير يذكر في أداء الخدمة أو طبيعتها أو حتى رسومها، الأمر لا يتعدى الرغبة في أخبار عدة ترضي المسؤولين الأكبر، بأن هناك رجع صدى لما يقومون به!

عزيزي صاحب الحملة، طالما أنك تعتقد بأنها الكريسيدا منذ البداية، فلا تضيّع وقتنا ولا ميزانيتك.

.. ولتكن الكريسيدا!