أحدث الأخبار
  • 11:28 . إيران تنشر وثائق بشأن البرنامج النووي لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:27 . قطر والسعودية والأمم المتحدة توقع اتفاقية لدعم الحكومة السورية... المزيد
  • 11:00 . غوتيريش يدعو لدفع “الانتقال السياسي” في سوريا بحوار شامل... المزيد
  • 10:56 . ولي العهد الكويتي: العدوان على قطر اعتداء صارخ على القوانين الدولية... المزيد
  • 10:52 . وزراء خارجية الخليج وأمريكا يناقشون أوضاع غزة والجهود الدبلوماسية للتهدئة... المزيد
  • 10:46 . خطوة تعزز القيم الدينية.. تخصيص وقت لصلاة الظهر جماعة بالمدارس الحكومية... المزيد
  • 10:41 . مركز مرايا للفنون بالشارقة يطلق معرضاً فنياً يحتفي بـ"التطريز الفلسطيني كرمز للهوية والمقاومة"... المزيد
  • 10:39 . مقتل رقيب أول في جيش الاحتلال قنصاً شمال غزة... المزيد
  • 11:37 . طائرة إماراتية محملة بعشرات الإسرائيليين تهبط اضطرارياً في السعودية... المزيد
  • 08:42 . تقرير: جميع تحويلات العراقيين الخارجية تمر عبر الإمارات والأردن... المزيد
  • 08:11 . مصر تكشف عن تدريب قوات فلسطينية استعدادا لليوم التالي لحرب غزة... المزيد
  • 07:35 . مسيّرة يمنية تصيب 22 إسرائيليا في إيلات... المزيد
  • 07:26 . شرطة الشارقة تضبط عصابة احتيال عقاري... المزيد
  • 07:04 . إيران توقع مع روسيا اتفاقا لبناء محطات طاقة نووية صغيرة... المزيد
  • 01:25 . 13.6 تريليون درهم التحويلات المالية عبر بنوك الدولة خلال 7 أشهر... المزيد
  • 01:24 . سكن مؤجل حتى الستين.. معاناة النساء العازبات والمطلقات في الحصول على حق السكن... المزيد

فوقية الكاتب.. والقارئ

الكـاتب : السعد المنهالي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

الفوقية: نزعة شخصية تجعل صاحبها يعامل الآخرين بدونية، انطلاقا من إحساس يتملكه بالتميز والعلو. يخلط البعض بين صفة الغرور وبين الفوقية؛ في رأيي أن الغرور لا يأتي عارضا، فلا يصيب الغرور أحداً في حالة ثم يأتي في غيرها ويكون متواضعاً، الغرور آفة تصيب صاحبها في كل سلوكه وعلى كل المستويات وباستمرار. أما الفوقية وهي آفة كذلك، ولكنها تأتي أحداً وقد اقتنع وشهد له محيطه أنه يمتلك ما يجعله فريدا، وحتى الآن الأمر منطقي فمن تميز في أمر ما يستحق أن يُشهد له ويُحتفى به كونه فريدا، أما ما هو غير الطبيعي، أن يتعالى هذا المتميز على غيره ممن لا يملكون موهبة مثله، فيعاملهم بفوقية وينظر إليهم على أنهم دونه.

في الكتابة أو لنقل عالم الكتابة بين المتلقي والكاتب، يحدث أحيانا إعصار من الفوقية بين الطرفين في صمت تام.. رغم تداعي الحقيقة! خلال أسبوع واحد حدثت هاتان الحالتان المتناقضتان رغم ارتباطهما العضوي الشديد؛ في الأولى: ظهرت الحالة في الفوقية التي أبداها كاتب معروف أثناء تقديمه لبعض التوجيهات في فن الكتابة لمجموعة من المبتدئين أو لنقل الكتّاب الجدد، فبجانب استخفافه بمواهبهم أبدى تعاليا وتكبرا في تقديم ما يمكن أن يفيدهم. الحقيقة أن هذا المشهد يتكرر كثيراً ولكن في الكتابة، إذ يبدي الكاتب نوعا من التعالي على قرائه، فتظهر اللغة الفوقية واضحة وجلية في ثنايا سطوره، أو في رده على نقّاده أو في تفسيره لاستفسارات جمهوره حول أي من أعماله!

ذاك ما يخص فوقية الكاتب، أما عن فوقية القارئئ فتلك قصة أخرى وحقيقة لم أكتشفها إلا مؤخرا، إذ يلجأ الكثير من القراء إلى معاقبة الكاتب عندما لا يناسبهم ما ذكره سواء لأنه استخدم لغة لم يفهموها أو لأنه خالفهم في فكرة، فيقومون بالإشاحة عنه بل إهماله تماما. وتلك فوقية أخرى يمارسها القارئ ضمنياً في سلوكه الثقافي، وهو هنا يضع صدات في مناخات التلقي الخاصة به تستمر إلى أبعد من نقطة الخلاف السابقة، فتنقلب العلاقة من اختلاف إلى عدم رؤية كاملة للآخر بكل منتجه. في رأيي أن حالتيْ الفوقية هاتين تشكلان مشكلة حقيقية يشهدها الواقع الثقافي، وسواء كان الطرف الأول كاتباً أو أديباً أو مفكراً عليه أن يعي جيدا أن حق الفوقية ليس حكرا عليه، فالآخر كذلك قادر على استخدامه ضده بطريقة تُلغي وجوده.