أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

«استلاف الاحتراف!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 15-12-2015


هناك أسئلة يجب ألا تُسأل، وإذا سُئلت فيجب ألا تُجاب، كأن يسألك أحدهم في برنامج تلفزيوني: هل كنت تحب المدرسة في طفولتك؟! أنت تعرف وأنا أعرف والمشاهد يعرف! لذا فالسؤال سخيف والإجابة ستكون أسخف، إننا نشعر بعدم الرضا عن ذواتنا، حين نتحدث إلى أبنائنا بضرورة أن يحبوا مدرستهم، ونحن ندعو في دواخلنا ألا يفعلوا، لأنهم لو فعلوا فسنصاب بالرعب حتماً لأن أبناءنا ليسوا طبيعيين!

أذكر أن أكثر اللحظات سعادة كانت تلك التي يأتي فيها الفرّاش ليذكر اسمك ويطلب منك الخروج من الفصل، لأن والدك، أو أحداً ما اتفقت معه، موجود في الإدارة، ويرغب في إخراجك، كان منظر الفرّاش وهو يعبر الساحة أسطورياً، يشبه حركة السجان في رواية «سجين زندا»، والطلبة ينظرون إليه من داخل الفصول وتسمع أصوات «يا رب على صفنا»، لأنه وإن لم تكن أنت الذي ستخرج، فإن لحظات حديثه مع المدرس تكفي لكسر ملل المنظومة التعليمية المبنية على زيد وعمر وضرباتهما.

أكثر الناس خروجاً بشكل يومي، كان زميلنا الذي كان يلعب في أحد الأندية، فكل أيام عدة يأتي الفراش ويطلبه ليخرج في حصة تدريبية صباحية، كانت السعادة تبدو واضحة على ملامحه، لكنه كان يضطر إلى العودة في نهاية اليوم الدراسي، وشحت الدفاتر والملخصات، لكي يلحق بما فاته هنا وهناك، كان مشتتاً جداً بين واجباته الرياضية وواجباته العلمية، وعلمت في ما بعد أن الأمر لازمه في دراسته الجامعية أيضاً، فلم يفلح لا في الدراسة ولا في ترك دكة الاحتياط.

ولما كان للزملاء الرياضيين عشرات الأقلام المسخَّرة، وسبع قنوات رياضية، وصفحات يومية ثابتة كالموت، وستة وثلاثون برنامجاً رياضياً وإذاعياً، فإن المجتمع استجاب في النهاية، وأصبح الرياضيون محترفين، حتى وإن كانت أعدادهم في داخل الملعب تساوي أعداد المتفرجين، لكننا أصبحنا نرى رياضيين «متفرغين»، برواتب مجزية، ووقت كامل للعناية بلياقتهم وقصات شعورهم، ثلاثيني يبلغ راتبه مائة وسبعين ألفاً، أي أكثر من راتب وزير مخضرم، وبالطبع اختفت ظاهرة الفراش الذي يطلبهم من المدرسة للخروج!

أتخيل، وفقط أتخيل، وهذا من حقي، أن يطبق الاحتراف على شريحة المثقفين والكتاب والفنانين، تخيل لو أن ذلك الخطاط احترف، راتب ليتفرغ لفنه، ما الذي سيقدمه من مشروعات، لو أن ذلك الروائي الذي يداوم شفتين ولديه دستة من الأبناء قامت جهة ما بإعطائه عقد احتراف، عيالك علينا، وراتبك في جيبك، فقط اجلس واكتب، لو أن ذلك الشاعر، ذلك الفنان، ذلك المخرج، ذلك الكاتب، ذلك المحاضر، ذلك القاص، ذلك المدرب، هل سيبقى عندها المشهد الثقافي والإعلامي والسينمائي على حاله؟! أم أن الاحتراف سيدفع بالمشهد إلى مصاف جديدة.

حين بدأ الاحتراف الرياضي قال منظروه إنه تجربة، فأين منظرونا ليجربوا علينا؟ عيالكم نحن!