أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

السياسة وتأزيم الهويات

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 02-11-2015


«أنا شيعي أولا، وعراقي ثانيا» هذا كلام نوري المالكي، الشخص الذي حكم العراق لفترتين رئاسيتين (2006- 2014)، وحظي بدعم الأميركان، بحسب ما جاء في الفيلم الوثائقي عنه في قناة «الجزيرة» تحت عنوان «نوري المالكي، الصورة الكاملة» المالكي بسياساته الطائفية هو أحد الوجوه الرئيسية لأزمة العراق اليوم، ومن ثم أزمة الطائفية في المنطقة ككل، وهذا مثال يؤكد أن الأزمة الطائفية تصنع من الأعلى وعبر فشل السياسة في الدولة العربية الحديثة.
فالنخب السابقة منذ نشوء العراق أفسدت ديمقراطيته الوليدة، عبر إضعافها للحياة النيابية، وكتمها للحريات، وتجويز التداخل بين السلطات، وتقليلها لدور المحاسبة والمراقبة، وعدم تحريمها للعنف والاحتكار السياسي، إضافة إلى جعل نفسها ذاتاً محورية للبلد، وعقود الحكم البعثي التي تلت ذلك كانت أشد سوءا وقسوة، أما إدارة ما بعد الاحتلال الأميركي، فخلقت ما هو أسوأ بكثير، حرب مجتمعية وشعبية طائفية لم تهدأ.
الحرب الطائفية التي شهدها العراق منذ منتصف العقد الأخيرة، نتاج طبيعي لهويات زادت حدة انقسامها بمرور الزمن، ووصلت إلى الاقتتال وتقسيم المناطق منذ بداية الدولة، فانجذب الأكراد إلى التصوف كردة فعل على المفهوم السياسي للإسلام الذي تبنته الدولة، كذلك عزلة الجنوب العراقي، ومعيشته في ظل ظروف اقتصادية صعبة، تحت ضغط من الأقاليم الإدارية عليه، سواء العثمانية أو العربية لاحقا، خلق ردة فعل تمثلت في دخول بعض القبائل العراقية في التشيع تمايزاً عن الدولة وهويتها في ذلك الوقت.
بحسب هشام شرابي واجه العرب في عملية انتقالهم إلى التحديث، ثلاث معضلات: الهوية، والتاريخ، والغرب، فالمجتمع دوماً سابق على السياسة؛ ولذا فإن لم يحسم موضوع الهوية ويتم التصالح معه، عبر المواطنة والتسويات السياسية والمدنية الفاعلة، فلن يتحقق الاستقرار السياسي، وحالات التحول الديمقراطي خير أنموذج لهذا الفشل في تثبيت الهوية، حين تمر الدول بفترة تحول رخوة ولزجة، يحضر فيها صراع قوى جديدة وقديمة، فنحن لم نصل لمراحل التحول الديمقراطي؛ ولذا لم نشهد حديثا وجدلا فعليا حول الهويات، لكننا عشنا معضلاته واقعا عبر الأزمات التي حدثت في المنطقة.
لكن هل كل الحديث عن المواطنة والإصلاح الإداري، يعتبر مضيعة للوقت بعد أن ترسخت الشبكات الاجتماعية المعقدة للهويات الدينية والقبلية والطائفية، وأصبحت مرآة أساسية لدى الأفراد، لقضايا داخل بلدانهم وخارجها؟.
الهويات التي تعيش الأزمات، ولا يوجد لديها هوية مدنية ومواطنة قوية، ترتد للهويات السابقة بحثا عن الضمانة والتعصبن اللازم وقت الأزمات، ومن هنا فهذا الشطط والجدل القوي في مناقشات الأفراد وتنازعاتهم اليوم، يحضر كردة فعل على تأزم أوضاع أكبر، فالصوت العالي اليوم هو صوت التطرف أمام أصوات متطرفة أخرى.
باني دولة العراق وديمقراطيتها السابقة الملك فيصل الأول قال قبل وفاته بقليل: «في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد، بل توجد كتلات بشرية خالية من أية فكرة وطنية».
هذه الانقسامات المجتمعية ذهبت إلى مستويات جديدة، بعد حضور الاحتلال الأميركي في 2003 عمل الأميركان على إعادة تعريف الدولة العراقية، وعكس دربها من محاولة أن تكون دولة أمة إلى أن تكون دولة معبرة عن الهويات، وتنقسم مؤسساتها السياسية على أساس التعبير عن هذه الهويات، وما حدث في العراق كان احتيالا كبيرا باسم السياسة والديمقراطية. وتم العمل على تأسيس مبدأ هش للشراكة بين المكونات العراقية، وكان مجاله الإدارة التنفيذية في الدولة، بينما استفرد المكون الشيعي بقيادة المالكي التابع لإيران بمؤسسات السيادة وصنع القرار، وهذه الجريمة خلقت تعبئة واحتقانا اجتماعيا بالغاً، رأينا نتائجه سريعا على العراق، وما حوله.