أحدث الأخبار
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد

تزوير التاريخ

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 30-10-2015


خيراً فعل المؤرخون العرب عندما ردوا على جنون نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني وادعاءاته الكاذبة بخصوص قوله في خطابه أمام المؤتمر الصهيوني، إن هتلر لم يكن يريد إبادة اليهود، بل كان يريد طردهم، وأن الحاج أمين الحسيني مفتي الديار الفلسطينية، ذهب لهتلر وقال له، حسب زعم نتنياهو: إذا طردتهم سيجيئون كلهم إلى فلسطين، فسأله هتلر: إذن ماذا أفعل بهم؟ فرد عليه المفتي: أحرقهم!

لكن شيخ المؤرخين المصريين الدكتور عادل غنيم، فند مثل هذا الادعاء الواهي وقال: «إنه ليس صحيحاً أن الحسيني نصح النازيين بارتكاب المحرقة ضد اليهود، كما أن نتنياهو لا يستطيع إثبات ادعاءاته تلك أو التقدم بوثائق تعززها، كاشفاً بصورة واضحة أن كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي مختلق، والهدف منه إثارة الرأي العام العالمي ضد العرب، مؤكداً أنه «لا توجد وثائق ألمانية أو عربية تم نشرها عن مباحثات هتلر والحسيني»، وأن وثائق المؤرخين الإسرائيليين الجدد لا تتناول هذا الأمر المختلق.

المؤرخ الفلسطيني عبدالقادر ياسين فنّد هو الآخر الطروحات الصهيونية بوضعها تحت مجهر الفحص والتحليل، حيث قال إن نتنياهو يرى أن هذا التوقيت موات لتبرئة النازية، شريك الصهيونية في أمور كثيرة، وتحميل المسؤولية للشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية عن إبادة اليهود في ألمانيا، محذراً من أن مثل هذا التصريح يفيد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يجهز الميدان لمذابح جديدة ضد العرب الفلسطينيين تحت غطاء الثأر من مذابح الهولوكوست النازية.

هناك أيضاً آلاف الدراسات والرسائل العلمية الأكاديمية التي كتبت حول هذا الموضوع والتي تثبت كذب مثل هذه الادعاءات المخادعة.

لقد كان من المهم جداً الرد على هذه الأكاذيب، لأن عدم الرد عليها قد يحولها مع مرور الزمن إلى حقيقة راسخة في الوعي الجمعي للرأي العالمي، خاصة وأن الصهيونية أدمنت حالة الكذب وتزوير التاريخ.

ولأنها كذبة خطيرة، فقد حاول من خلالها نتنياهو، والذي يفعل تقريباً مثل ما فعله النازي هتلر، التغطية على جرائمه، فالكيان الذي يرأسه قائم على أرض عربية، وينتهك حقوق شعبها ويسرق مواردها.. كما حاول تبرئة أستاذه في فن الإبادة «هتلر» من تهمة الهولوكوست، والذي اعتمدته إسرائيل كاستراتيجية لضمان وجودها في المنطقة العربية ولتمرير ممارساتها الاستعمارية في أرض فلسطين المحتلة، وجعلته في الوقت ذاته وسيلة لابتزاز العالم وديانة لها أسرار كثيرة ووسائل عديدة كلها تم توظيفها لخدمة الأهداف الصهيونية في المنطقة. لذلك كان مفهوماً أن يلصق نتنياهو مثل هذه التهمة بالعرب، وهي ليست المرة الأولى التي يفعلها، ففي عام 2012 اعتبر أن الحاج أمين الحسيني هو أحد المهندسين الرواد لإبادة اليهود، وتبعه بعض المؤرخين الصهاينة الذين أدمنوا الكذب والتضليل والتزوير.

نتنياهو يعتقد أنه بمثل هذه الادعاءات والأكاذيب يستطيع اللعب بالتاريخ وتغيير حقائقه وتطويع أحداثه، خدمة للأهداف الصهيونية الساعية في النهاية إلى التمدد والتوسع الاستعماري وأخذ المزيد من الأراضي العربية وإبادة الشعب الفلسطيني وملء الأرض الفلسطينية بالمزيد من المستوطنات. يريد نتنياهو أن يخدع العالم ويغير مسار التاريخ، بينما معالم الصورة الواضحة للجميع تقول إن إسرائيل تمثل أسوأ استعمار عرفه تاريخ الأرض.