أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

شباب «الربيع العربي»: يأس وانتحار

الكـاتب : أحمد عبد الملك
تاريخ الخبر: 16-07-2015


نقلت وسائل الإعلام مؤخراً أن سبب إقدام شاب تونسي على تنفيذ مجزرة بحق سياح أجانب في مدينة سوسة، وقتل 28 منهم بسلاح كلاشينكوف في أحد فنادق المدينة، كان الإحباط واليأس، كما أوضحت أن هنالك 3 آلاف تونسي يحاربون في صفوف «داعش» في ليبيا وسوريا والعراق، ويربطون هذه الحقيقة بـ«نوعية» الثورة التونسية التي كانت أقل الثورات العربية دموية وخسائر في الأرواح والممتلكات.


وعزت تلك الوسائل أسباب إقدام بعض الشباب التونسي على الانخراط في صفوف الجماعات الإرهابية إلى شعورهم بخيبة أمل شاملة، وأن الثورة لم تحقق لهم ما كانوا يأملونه، إذا توجد بطالة وضعف في الخدمات، كما يشعرون بتفاقم الفساد والإقصاء من المشاركة في الحياة السياسية، ويشعر هؤلاء الشباب أن جهاز الشرطة يشكل 70% من حالات الفساد في البلاد، وأن الفساد في الأحزاب السياسية يصل إلى 66% أيضاً.
 
وإذا ما صَحّت تلك الأسباب التي سيقت لتفسير إقدام الشباب على الانخراط في الإرهاب، فإن أولى الأولويات أن تُحل المشكلات المتعلقة بالظاهرة، فإحساس الشباب بالإحباط قد يكون مردُّه للظروف العامة، وتداعيات الثورة، وعلى الدولة التونسية توفير فرص عمل للشباب، الذي قيل إن المؤهلين منهم هم أقل الناس حظوظاً في الحصول على فرص العمل.


ويدخل في نفس الإطار، أسلوب التربية والثقافة العامة، إذ لا يجوز أن يتم تعميم «ثقافة الإحباط واليأس» بمجرد عدم حصول الشاب على فرصة عمل أو تعليم جيد! وهنا يأتي دور التوجيه الأُسري، والمسجد، والمدرسة، والجامعة، فالتحرر لا يعني الانفلات من الجذور، أو الرفض من أجل الرفض، واللجوء إلى تخريب المشاريع العامة، وحسب إحدى الأكاديميات الزائرات عن «المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية» لتونس، فالمشكلة لا تبدو فقط بين مجموعات الطبقة الفقيرة، بل إن أفراداً من الطبقة الوسطى قد انضموا إلى مجموعات متطرفة، بسبب التوق للحصول على لقب أيديولوجي أو شعور بالإحساس بأنهم أبطال أو مناضلون من أجل الحرية! وهذا استنتاج غريب نسمعه لأول مرة، لكن الأمر في هذه النقطة يحتاج لعلاج من الجهة المختصة، لاسيما أن القمع سوف يزيد من مساحات المواجهة، ومن سقوط «الأبطال» الذين يُشكلون «مثالاً» يحتذى لبقية الشباب.


إن تونس بلد جميل وهادئ وأهله طيبون كرماء، وهو يعتمد على السياحة بشكل كبير، وضرب قطاع السياحة فيه يُشكل ضرباً للاقتصاد من شأنه أن يشلّ حركة البلاد، وبالتالي عدم استطاعتها الوفاء بالتزاماتها تجاه مواطنيها، وبالتالي تتراكم المشاكل وتنمو معوقات التنمية، وتتزايد الاتجاهات المناوئة للحكومة لتصل حد «الكفر» بالبلد وأهله ونظامه، ثم اللجوء للأعمال الانتحارية، وقتل الآخر، حيث تم غسلُ أدمغة العديد من الشباب وضمهم للمجموعات الإرهابية.


أعتقد أن «الربيع العربي» جاء مبكراً لبعض شعوبه، كما هو الحال مع الديمقراطية التي حاولت الولايات المتحدة زرعها في العراق منذ 12 عاماً ولم تنتج إلا الأشواك، فانقلبت ديكتاتورية، وهيأت الفرصة للانتقام بين أبناء الشعب الواحد على أُسس مذهبية. ولا ضير أن نذكر اليمن (غير السعيد)، ومصر ومآلاتها، وسوريا التي أُجهض ربيعها قبل قدومه نتيجة تدخلات خارجية تناست حقوق الشعب السوري، وساهمت في إشاعة حياة الغاب وثقافة القتل دون مبرر.
إذا كانت تونس، البلد الذي يحتضن أكثر مؤسسات المجتمع المدني في الوطن العربي، يخرج منه أكبر عدد من المقاتلين الانتحاريين المُنضمين للجماعات الإرهابية، فالأمر يستلزم مراجعة تلك المؤسسات وأساليبها، ولماذا لم تحصّن الشباب من الاندفاع الأعمى وراء المنظمات الإرهابية؟!