أحدث الأخبار
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد

اليمن.. محاذير التدخل الأجنبي

الكـاتب : عبد الله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 20-06-2015

لا يزال التمرد «الحوثي» مستمراً في غيه ويسعى للسيطرة على مقدرات اليمن السياسية والاقتصادية وتركيع مكونات الشعب اليمني كافة لمشيئته، في نفس الوقت الذي لا تزال فيه رحى الحرب تدور وتطحن الأخضر واليابس، من دماء الشعب اليمني ومقدراته. لكن السؤال الذي أصبح ملحاً بعد أن فقد اليمن وأهله الكثير وصارت البلاد والعباد تئن تحت وطأة هذه الظروف القاسية هو كيف يمكن أن تحسم هذه الحرب، أو على الأقل كيف يمكن إنهاءها بأقل ما يمكن من خسائر؟ وربما أن الإجابة على هذا التساؤل صعبة، ولا يلوح لها في الأفق طبقاً، فـ«الحوثيون» يلقون دعماً لا محدوداً من قبل إيران التي تدس أنفها في اليمن، ولها فيه أهداف وتطلعات ونوايا تفوق كثيراً ما تبديه منها حتى الآن، فالمخطط جهنمي وشيطاني وتآمري، لا يُعلم مداه، ويستهدف جميع دول مجلس التعاون الخليجي في أمنها واستقرارها وسلامة شعوبها وأراضيها قبل أن يستهدف اليمن.

والأدهى والأمرّ هو أن «الحوثيين» يقومون بجعل الكثير من مناطق القبائل ملاجئ لهم، والقبائل ذاتها دروعاً بشرية يحتمون بها بالإضافة إلى تداخلهم مع النسيج الاجتماعي في مناطق عدة من شمال اليمن، ويخوضون حرب عصابات لا تجدي معها الجيوش النظامية. قد يكون التدخل العسكري البري، أي حضور قوات لدول التحالف العربي على الأرض جزء من وسيلة القضاء على «الحوثيين» وأعوانهم على المدى البعيد، لكن عملية كهذه محفوفة بالمخاطر الشديدة وتثير تساؤلات من قبل كم سيستغرق ذلك من وقت؟ وكم سيحتاج من قوات؟ ومن أين ستأتي تلك القوات؟ وما هي كلفة العملية البشرية والمادية؟ ومن هي الجهات التي ستوفر الغطاء السياسي والقانوني والمادي لها، آخذين بعين الاعتبار ظروف اليمن العسكرية والاقتصادية والمادية، وقدراته وموارده المحددة وما تبدو عليه إمكانياته العسكرية من ضعف وعدم تمرس هذا النوع من الحروب؟


ويكمن الجانب الآخر من الحل العسكري في الاستعانة بقوات من غير دول التحالف العربي، لكن ذلك له محاذيره أيضاً، وقد يلاقي عقبات أولها الرفض الشعبي - القبلي - الديني - السياسي لأي تدخل أجنبي من منطلقات وطنية - عقائدية. ونظراً لوعي الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته والأطراف التي تدعمه داخلياً وخارجياً لخطورة ذلك لم يتم السماح حتى الآن بأي تدخل أجنبي باستثناء ما تقوم به دول التحالف العربي.

ويقود السبب في ذلك إلى أن أي حضور عسكري أجنبي سيثير معارضة شديدة في أوساط عدد من الأطراف اليمنية، خاصة القوات المسلحة، وسيعطي «الحوثيين» الفرصة لانتقاد الحكومة الشرعية والجهات التي تدعمها داخلياً وخارجياً، ما قد يتمخض عنه مشاكل تزيد من تعقيد موقف الحكومة الشرعية.

لذلك فمن المنطقي طرح تبني خطط غير عسكرية لإنهاء التمرد «الحوثي»، فما هي الاحتمالات الممكنة لذلك؟ تقول الحكومة الشرعية اليمنية والجهات الداعمة لها بأن هذه هي حرب الحزم والحسم، ولن يتم وقفها حتى تتحقق الأهداف والخطط المرسومة لها، وتحقيق النصر المؤزر. وفي نفس الوقت يطرح «الحوثيون» أفكاراً يهدفون من ورائها وقف الحرب، تكتيكياً على الأقل لكي يلتقطوا أنفاسهم، لكن ألاعيبهم مكشوفة، ويريدون من وراء ذلك إعادة تنظيم أنفسهم عسكرياً ولوجستياً وتموينياً بدليل أنهم يقومون بالإخلال بجميع فترات الهدنة التي يوافق عليها التحالف. والغريب في الأمر هو أن مواقف الدول التي لها مصالح في اليمن تجاه ما يحدث هي بين مؤيد للسلطة الشرعية ممثلة في الرئيس هادي وحكومته، وبالتالي لعاصفة «الحزم» والتحالف الذي يقوم بتنفيذها، وبين داعم للتمرد «الحوثي» والرئيس المخلوع صالح ومن يؤيدونهم. إن الدول العربية كافة تسند الحكومة الشرعية نظراً لكون اليمن دولة عربية تمر الآن بمحن سياسية وأمنية واقتصادية، وهي في حاجة إلى دعم أشقائها، لذلك فإن إيجاد حل سلمي للمشكلة القائمة حالياً هو الأمر الأمثل، وهذا الحل السلمي يجب أن يأتي من خلال حوار وطني يمني جاد يخرج اليمن من أزمته، وذلك بالعودة إلى مظلة مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي كنقطة انطلاق أساسية لحل المشكلة.