أحدث الأخبار
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد

محاكمة قيادات «الإخوان»

الكـاتب : داود الشريان
تاريخ الخبر: 20-05-2015


إرسال أوراق قضية الرئيس المصري السابق محمد مرسي و105 من أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين» إلى المفتي، لا يعني أن المحكمة أصدرت حكماً بالإعدام، بل أخذ الرأي الشرعي في حال توقيع عقوبة الإعدام، فضلاً عن أن الحكم بالإعدام يحتاج إلى إجماع آراء أعضاء المحكمة المشكّلة من ثلاثة قضاة، بعد اطلاعها على رأي المفتي، وهو أمر لم يُعلَن بعد. وإذا امتنع قاضٍ من الثلاثة عن تأييد العقوبة، يمتنع على المحكمة أن تقضي به، وعليها أن تختار عقوبة أخرى. وفي حال صدور حكم الإعدام فإن النيابة العامة ملزمة، بحكم القانون، بعرض القضية على محكمة النقض، ولو لم يستأنف المتهم الحكم، وذلك من اجل التحقُّق من صحته، وإذا رأت محكمة النقض ما يدعو إلى بطلان الحكم فإنها تلغيه، وتعيده إلى محكمة جديدة مشكّلة من قضاة آخرين جدد.

وفي الغالب فإن محكمة النقض تُلغي أحكام الإعدام وتعيد القضية إلى محاكمة جديدة. ثم تعاود المحكمة الجديدة الإجراءات السابقة، بمعنى أن يصدر الحكم الجديد بإجماع آراء القضاة الثلاثة، فإذا رفَضَه أحدهم امتنع على المحكمة إصدار حكم بالإعدام، ويتكرر دور النيابة العامة، ودور محكمة النقض التي تلغي الحكم في حال الطعن فيه. وتعاود المحاكمة للمرة الثالثة أمام محكمة النقض، مع اتباع الإجراءات السابقة، والفرق أن الإجماع هنا يتطلب خمسة أعضاء. وفي حال صدور حكم الإعدام، لا بد من مصادقة رئيس الجمهورية على تنفيذه، وهو يملك، بحكم القانون، خفض العقوبة أو العفو.

بعض الإعلام والمنظمات الدولية والدول اعتبر قرار إحالة أوراق قيادات «الإخوان» على المفتي حكماً نهائياً بالإعدام، ونال من القضاء المصري العريق، وتجاهل أن حكم إعدام في مصر يصدر بإجراءات وضوابط قانونية ودقيقة ومعقّدة، فضلاً عن انه يمر عبر 16 قاضياً، من خلال أكثر من محاكمة. هذه الإجراءات تعني أن محاكمة قيادة «الإخوان» ستستغرق وقتاً طويلاً، وفي حال إقرار حكم الإعدام، وهو احتمال ضعيف، ستكون أمام رئيس الجمهورية فرصة لاتخاذ القرار الذي يحمي البلد من تداعيات سياسية واجتماعية متوقعة.

لا شك في أن محاكمة قيادات «الإخوان المسلمين» أخذت طابعاً سياسياً. وهي تشكل تحدياً تاريخياً للقضاء في مصر، فضلاً عن أن خروج القضاء المصري من هذه «المواجهة» بموقف عادل، سيحمي مستقبل هذه المؤسسة، وصورتها لدى المصريين.

محاكمة «قيادات الإخوان» تشكِّل منعطفاً مهماً في مستقبل الاستقرار في مصر. وسيكون من الحكمة أن يبدأ العهد الجديد بالتسامح، وحماية القضاء من السياسة، وفتح صفحة جديدة تستطيع مصر من خلالها تكريس السلم الأهلي، ولجم الإرهاب.