أحدث الأخبار
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد

أندلسيات

الكـاتب : خليفة علي السويدي
تاريخ الخبر: 12-04-2015

كنت محظوظاً خلال الإجازة المنصرمة بزيارة إسبانيا، التي كانت تعرف بالأندلس في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، وتقع الأندلس في الطرف الغربي من أوروبا، وتشمل إسبانيا والبرتغال حالياً، وقد حكم العرب المسلمون هذه المنطقة نحو ثمانية قرون من 91ه/ 711م حتى سقوط غرناطة 897 هـ/ 1492م.

ويقول المؤرخون إن للأندلس دوراً كبيراً في التأثير على أوروبا الحديثة، وعند قيام الدولة الأموية في الأندلس كان يقصد قرطبة العديد من أبناء أوروبا لطلب العلم. وكم سعدت خلال زيارتي بمعرفة أن منطقة جنوب إسبانيا مازالت تعرف باسم الأندلس، حيث تَرَى تاريخ الحضارة العربية الإسلامية شامخاً في كل مكان ومن اعجب ما قرأت خلال زيارتي مقارنة الطبيب الأمريكي المؤرخ «فيكتور روبنسون» بين الحالة الصحية وغيرها في الأندلس وفي أوروبا خلال فترة الفتح الإسلامي للأندلس، فقد قال: «كانت أوروبا في ظلام حالك، في حين كانت قرطبة تضيئها المصابيح، وكانت أوروبا غارقة في الوحل، في حين كانت قرطبة مرصوفة الشوارع». فلماذا كانت الأندلس كذلك، سؤال حيرني وأنا أقارن بين واقع العرب والمسلمين اليوم بالأمس، لاشك لدي أن الأمر مرتبط بما خلص له العلامة أبو الحسن الندوي في كتابه: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين عندما قال: شرطان لقيادة العالم الجهاد(القوة) والاجتهاد (الإبداع) كلمتان من ذهب لابد أن يدرسها كل مفكر ويحفظها كل مجتهد يبحث عن الخلاص. القوة تمثلت في تلك الفترة في الاتحاد، وما أشبه الأمس باليوم، فاتحاد الإمارات العربية المتحدة نموذج يحتذى في سمو الهدف والغاية، فلولا جهد الخير الذي قاده الشيخ زايد رحمه الله، وإخوانه مؤسسو الإمارات لما تحقق شيء من الإنجازات في وطننا، واتحاد كلمة مجلس التعاون تجاه قضية اليمن المعاصرة تجربة من النجاح تذكرنا، بأن قوتنا في اجتماع كلمتنا، وعندما تشتت الأندلس إلى دويلات متناحرة نجح العدو في إنهاء فترة ازدهار الحضارة الإسلامية في أوروبا.

الإبداع كان السمة الثانية التي تتجلى واضحة في تاريخ الأندلس، فمن زار «قصر الحمراء» في غرناطة يستغرب من الفن في التصميم والإبداع في الرسم والنقوش. وأهم إبداع في تصوري ليس الإبداع المادي الذي مازال شاهداً على حضارتنا، لكنه الإبداع الفكري، فعقل العربي في وقتها لم يكن مقلداً بل مجتهداً في كل فن، في الطب والفلك والزراعة والعمارة. كما أن من درس الفقه الإسلامي يجد أنه تطور بما يتناسب مع العلاقات الجديدة التي نشأت، ففقه المالكية في الأندلس وإنْ كانت جذوره مشرقية إلا أنه اشتهر بالاجتهادات التي ناسبت الواقع الجديد الذي عاشه المسلمون هناك حيث الانصهار اليومي مع ثقافات اليهود والنصارى، مما أدى إلى فكر متجدد في التعامل مع غير المسلم مبني على الحقوق والواجبات، أو ما يسمى اليوم بالمواطنة، لذلك أضحى من الواجب على أهل الفكر الإسلامي والفقهاء مراجعة الكثير من الفتاوى التي نحكم بها الناس، ولا تتناسب مع هذا القرن الذي نعيشه، فالإسلام انتشر في أصقاع المعمورة، وليس محصوراً في جزيرة العرب والمستقبل يبشر بخير، فقد توقعت دراسة أعدها مركز «Pew» للأبحاث تزايد عدد المسلمين في العالم بشكل أسرع من أتباع الديانات الأخرى، واعتمدت الدراسة على معدلات الولادة، واتجاهات التحول الديني، وتتوقع الدراسة أن يبلغ عدد سكان العالم 9.3 مليار نسمة عام 2050، يشكل المسلمون نحو 2.8 مليار نسمة منهم، والمسيحيون 2.92 مليار نسمة، وهو ما يعني أن المسلمين سيشكلون 30% من سكان العالم، هؤلاء بحاجة الى فكر متجدد وفقه يعينهم على التعامل مع الغير بنجاح وفلاح كما كان أهلنا الذين صنعوا حضارتنا في الأندلس.