أحدث الأخبار
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد

هل نحن نفكر في الوقت المناسب؟

الكـاتب : محمد الدحيم
تاريخ الخبر: 28-02-2015

من الصعب أن نجد الإجابة الكافية عن هذا السؤال ونحن في إشكال كبير مع مفهوم (التفكير) نفسه؛ كنتيجة لإشكال قديم في مفهوم (العقل) المُفكِر نشأ في الفلسفات، وتطور في الثقافات الدينية والمجتمعية. وعلى رغم أهمية الكشف عن هذا الموضوع إلا أن المقالة ليست من أجله ولا يتسع له، ولكن كان لابد من التفطن له، ونحن نطرح السؤال: هل نحن نفكر في الوقت المناسب؟

فالناس منقسمون في الإجابة الفعلية، فمنهم من يسكنه الماضي، ومنه ينطلق فالحياة تُعلمه! والتأريخ يُعيد نفسه، وكيف له أن يُسجّل موقفاً في إعادة التأريخ واستعادة المجد، وهو كنتيجة لهذا التفكير يقضي على حاضره من أجل الوهم الذي سكنه في الذاكرة الثقيلة.

ونمط آخر من الإجابة الفعلية على سؤال المقالة تعيش خيال الصورة القادمة إلى مستقبل تتحقق في الأحلام والآمال، فمصدر التغذية الحياتية لدى هذا النمط هي الصورة الذهنية التي هي برجاء التحقق، وكخدمة لتلك الصورة كان لابد من رسم الخطط وتحديد الأهداف والصرامة في تنفيذها الآن، أي أن لا تكون اللحظة للحظة، بل لذلك المستقبل ومن أجل تلك الصورة، فهذا النمط والنمط التأريخي كلاهما يتفق في القضاء على الحاضر والتضحية به لذاكرة الماضي أو صورة المستقبل. فهل يكون من يعيش حاضره هو من يمثل الإجابة الصحيحة على السؤال: هل نحن نفكر في الوقت المناسب؟ والجواب أن من يعيش حاضره ليس بالضرورة أنه يفكر في الوقت المناسب! فمن يتحرك لحظة الحاضر على إيقاع المدافعة والمقاومة من أجل تحقيق العيش هو كذلك يشترك مع النمطين السالفين، إذ إن الثلاثة جميعاً ينتمون إلى مجموعة الألم المتمثل في الحزن على الماضي، والخوف على المستقبل، والقلق من الحاضر.

إذا فمن هو الذي يفكر في الوقت المناسب؟ إن الإنسان لا يوجد منفصلاً عن فكرة كونية كبرى هي فعل الله وحكمته، وهي (الخلق الدائم) فكل حركة الأكوان تحدث ضمن منظومة هذا الخلق، فالشمس والقمر في حركة انسجام تحدث في اللحظة الذاتية المناسبة (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ. وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ)، فالحق أن الإنسان مجهز لهذه الحركة الكونية الكبرى، وكما يقول آينشتاين: «إن الذين يعلمون من الفيزياء ما نعلم، يعلمون أيضاً أن تقسيم الزمن إلى ماض وحاضر ومستقبل ليس إلا وهماً»، وإذا كان آينشتاين يطلق هذه الهزة في وقته، فإن الدراسات والأبحاث في النظريات الحديثة لمفهوم الزمن ومفهوم العقل أيضاً تجعل الإنسان أمام وعي كبير لسر حدوث الأشياء.

إذا يمثل الحدوث الفعل الأخير من الحركة، بينما هو مسبوق بفعل التخزين (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُوم) إذا يكون التخزين في عالم مختلف عن عالم الحدوث، ذلك هو عالم الملكوت (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)، وعالم الملكوت هذا مسبوق بعالم التكوين (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) وكل مرحلة تستدعي حضور الإنسان ووعيه ليكون مفكراً في الوقت المناسب. وإلا فسيكون ضحية الظروف، وسيمزق حياته في مقاومة الحاضر لإعادة الماضي، أو مقاومة الحاضر لتحقيق المستقبل الذي لا يلبث أن يكون حاضراً تتم مقاومته لمستقبل آخر، وهكذا في حياة تصبح منزوعة البركة.

كل هذا الكلام لا يعني أن ننسى ذاكرة أو أن نقاطع صور أحلامنا. ولكن يعني وبكل صراحة أن لا نجعل لها القيادة للحظتنا، ويعني هذا القول لأن نمارس حريتنا في الاختيار في اللحظة بين الفعل أو الترك، من دون أحكام مصاحبة لتبرير ما نفعله أو نتركه. فالحرية جوهر الإنسان وسر الحضور في الحياة. وللحديث بقية شعبة يتسع بها المعنى وتبتهج بها النفس (ولنفسك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه).