أحدث الأخبار
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد

المناظرات بين العرب

الكـاتب : خالص جلبي
تاريخ الخبر: 31-12-2014

ما يحدث في بعض البرامج الحوارية، خاصة حين يعتبر البرنامج ناجحاً وحماسياً، أن البرنامج يكون أقرب للمناطحة منه إلى المناظرة، هدفها المراء وليس طلب الحق، أي أن كل خصم جاء إلى حلبة المصارعة والمناطحة رأساً لرأس، عفوا المناقشة وقد وطَّن النفس على تهشيم عظم أنف خصمه بالضربة القاضية!

المراء الذي نهى عنه الحديث هو اعتماد قهر الخصم في المناظرة بأي طريقة وثمن.

جاء في الحديث أن من ترك المراء وهو محق بنى الله له ربضاً في الجنة، في كل مرة أتابع هذا النوع من البرامج، أُصاب بشيء من الغم والحزن وانقباض الصدر.

أنا أتوقع من صاحب البرنامج أنه حريص أن يكون ساخناً في كل مرة ولآخر لحظة، ربما عليه أن يضع بعض الأسلحة غير القاتلة على الطاولة؛ فقد تنفع في تفريغ انحباس الصدر واحتقان الغيظ إلى الخارج.

ربما تنفع بعض الخوابيط، أو المنافض، أو قتالات الذباب! أنا متأكد أننا سنرى طيران الأسلحة في بعض الحلقات.

في إحدى المرات هدّد أحد الطرفين بقلع عيون خصمه، أما السباب، فيتكرر كعملة متبادلة، وتشتد المهاترات إلى درجة بح الصوت وانفجار الجو، فلا تسمع إلا هدير طيارات، أو قاذفات قنابل وصاحب البرنامج يحاول تهدئة الطرفين الذين أثارهما بأسئلته الفتاكة المحرضة، فيتعاركان ويتناقران بأشد من ديكة الصراع المكسيكية.

ربما يريد صاحب البرنامج نقل الصورة الحقيقية الخفية لتلافيف دماغ المثقف العربي؛ فمن يحضر إلى طاولة الملاكمة الفكرية هو مثقف، أو هكذا نزعم لنكتشف أن المثقف الحقيقي عملة نادرة.

المثقف الفعلي، هو الذي يعترف لخصمه بالحجة، ويرد عليه بهدوء بعد استيعاب حجته بكل احترام، فهل ما يتم على طاولة المناظرات في العالم العربي هو علم يرتفع به مستوى الجماهير في حركة تنويرية؟ أم المزيد من الكراهية والاصطفاف طالما كانت مباراة بين متلاكمين؟ ربما يصدق عليه الوصف، إنها مباراة في الملاكمة أسلحتها كما في المباريات ضربا باليمين، وتوجيه لكمة إلى الفك، وإنهاء الجولة بالضربة القاضية أحياناً بعد عشر جولات من فك الاشتباك! يمكن مراقبة الجولات العشر تماماً، حيث يهجم كل خصم على خصمه بأشنع الألفاظ وقبيح التهكم، والنيل منه أنه لا يفهم وأنه عميل وأنه جاسوس، كما صاح اللبناني في خصمه السوري مع احتدام الوطيس، في برنامج الاتجاه المشاكس؟ ولكن هل يخدم سيل الاتهامات الوعي وحركة التنوير في ظلمات العالم العربي؟ العجيب في اللقاءات أنها ليست من شباب صغار، بل رجال علاهم الشيب وتقوست ظهورهم ولمعت صلعاتهم.

في الإنجيل إذا كان النور الذي فيك ظلاما، فكم يكون الظلام؟ أذكر جيداً من تاريخنا حين دعا أحدهم الآخر إلى المناظرة؟ فقال على عشرة شروط: أن لا تغضب، ولا تعجب، ولا تشغب، ولا تجعل الدعوى دليلًا، ولا تأتي بآية على مذهبك إلا جوَّزت لي مثلها على مذهبي، وأن تنقاد للتعارف، وتؤثر التصادق، وأن يكون الحق غايتك، والرشد ضالتك.