أحدث الأخبار
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد

المعرفة هي القوة.. كيف؟

الكـاتب : خليفة علي السويدي
تاريخ الخبر: 21-12-2014

في مستهل هذا الشهر، نظمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم «مؤتمر المعرفة الأول» تحت شعار «تمكين أجيال الغد». وأهم ميزة لهذا المؤتمر تنوع المحاضرين من حيث تجاربهم وأفكارهم، ولن أبالغ إن ذكرت أنني أثناء حضوري فعاليات المؤتمر، أدركت لأول مرة معاني كانت غائبة عني في مرامي المعرفة ومغازيها، ففي أول يوم لدراستي في مرحلة الدكتوراه في لوس أنجلوس لفت انتباهي شعار كلية التربية لديهم «knowledge is the power» أي المعرفة هي القوة. فما هي المعرفة في حقيقتها؟ أعجبني تعريف البرفسور «بيتر جبلن» الذي لم يحصر المعرفة في المعلومات وجمعها فقط، بل أضاف إلى ذلك إصدار الحكم عليها والأهم من ذلك ماذا نفعل بها، فالمعرفة لديه تتلخص في المعلومة الصحيحة واستثمارها في حياتنا الخاصة والعامة. فالمعلومات أضحت مشاعة بين الناس واختلط فيها الغث بالسمين، لذلك ندرك أهمية غربلة المعارف وفق منظومة التفكير الناقد، كي نتمكن من تحليلها والوقوف على ما وراء الكلمات والمرادفات، بل الأهم من ذلك أن ندرك حقيقة المعرفة بدلاً من البلاء، الذي ابتليت به الأمة عندما اكتفت بالمعارف السطحية، مبتعدين عن التخصص واحترام رجالاته.

لن نجتهد في البحث عن إخفاقات المعرفة العربية في وقتنا الراهن، فواقع الأمة خير شاهد على ذلك، لكننا نبحث عن أصل هذه الإشكالية لنلخصها في أن مشكلة الوطن العربي تتلخص في فشل تأمين البيئة الحاضنة للمعرفة، لذلك نجد أن أصحاب المعارف التي تحتاجها الأمة، إما أنهم قد هاجروا إلى أمّم تقدر معرفتهم، في ظاهرة ما يعرف بهجرة العقول العربية، أو أنهم قد هجرتهم أمتهم بإعلاء شأن الجهلة وتهميش العارفين، تأمل حولك لتجد الكثير من العقول المتميزة واسأل عقلك متى سيتم استثمار مثل هذا العقل، كي نضيف للأمة معارف تُعلي من شأنها في عقد اقتصاديات المعرفة. وقد صدق معالي الفريق ضاحي خلفان عندما قال في المؤتمر إن صاحب المعرفة في الوطن العربي، إما أن يُقتل كما فُعل بعلماء العراق أو يُهمش.

نحن بحاجة إلى المعرفة الحقيقية، وهي ما تولده عقول العلماء في شتى المجالات العلمية والإنسانية، بدلاً من المعارف السطحية التي يمثل فيها العقل خزانة لموروث من المعارف أنتجها غيرنا، وربما لحقبة من الزمن لا تناسب وقتنا.

سؤال يتبادر لذهن كل من حضر المؤتمر، وربما لعقل من يقرأ هذا المقال: لماذا نحن كذلك؟ ستجد أن للمعرفة عقبات لابد من تجاوزها لعل منها التعليم التقليدي، وهو الذي حصر المعرفة في الذاكرة قصيرة المدى حيث ينسى المتعلم ما عرفه لحظة كتابته ورقة الامتحانات الختامية. كما أنني أزعم أن التعليم بلغة ثانية، أي اللغة الأجنبية، لخص العملية في تعلم مصطلحات دون حقيقة المعرفة أو ما أسميه تسطيح المعرفة، فتجد أن المتعلم يحفظ جمل وقواعد وقوانين لا يعي كنهها. ومن العوامل كذلك أن مجتمعاتنا العربية تعاني من أزمة تزكية وتسويق من لا يعرف، وتجاهل أهل المعرفة الحقيقية.

لو بحثت في المجتمعات الغربية عن الثراء، ستجد أن أغنى أهل الأرض لديهم هم من اكتشف المعارف المعاصرة واستثمارها. وللخروج من نفق الجهل إلى نور المعرفة نحن بحاجة للإجابة عن سؤال كيف نبدع معارفنا، ونستثمرها، والإجابة تتلخص في مقولة مشهورة لدينا هي «العلم قبل العمل»، وأحد أسرار تخلفنا هجران هذه القاعدة.

لا بد أن نولد معارفنا الخاصة بِنَا بدلاً من استنساخ معارف غيرنا، فمن يتأمل التسابق الحضاري يجد أنه مرتبط برهان توليد المعارف الذاتية التي تكمل مسيرة المعرفة العالمية، لكنها لا تجمد عندها بل تبدع غيرها.