أحدث الأخبار
  • 11:47 . محاولات ديمقراطية في الكونغرس الأمريكي لوقف صفقات أسلحة إماراتية... المزيد
  • 11:45 . "الصحة" تطلق خدمة فورية لإثبات شهادات التمريض من الخارج دون أوراق... المزيد
  • 11:31 . وزير الاقتصاد: 13 ألف شركة أمريكية تعمل حالياً في السوق الإماراتي... المزيد
  • 11:26 . الشارقة تُلزم معلمي الكليات غير التربوية بالحصول على دبلوم تربوي لمزاولة المهنة... المزيد
  • 11:25 . إسطنبول تحتضن اليوم اجتماعين ثلاثيين للسلام بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 11:24 . "أكسيوس": نتنياهو طلب من ترامب عدم رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 11:18 . تحقيقات أميركية في منشور لجيمس كومي يُشتبه أنه تلميح لاغتيال ترامب... المزيد
  • 11:15 . ترامب ينهي جولته الخليجية في أبوظبي ورئيس الدولة يعلن استثمار 1.4 تريليون دولار في أمريكا... المزيد
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد
  • 07:30 . رويترز: الإمارات والولايات المتحدة توقعان اليوم اتفاقية إطارية للتكنولوجيا... المزيد
  • 06:09 . ترامب يؤكد الاقتراب من إبرام اتفاق نووي مع إيران... المزيد
  • 04:42 . ترامب يصل أبوظبي في آخر محطة خليجية... المزيد
  • 02:33 . الإمارات تدعو أطراف الأزمة الليبية إلى الحوار وتجنب التصعيد... المزيد
  • 01:24 . ترامب من قطر: لا أريد أن تتخذ المفاوضات النووية مع إيران "مسارا عنيفا"... المزيد
  • 01:24 . ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بنسبة 80% بسبب موجات الحر وارتفاع تكاليف النقل... المزيد
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد

الإمارات النموذج

الكـاتب : عبد الله السويجي
تاريخ الخبر: 17-11-2014

بعد مناسبتي يوم العلم، والذكرى العاشرة لتولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة، تقترب مناسبة اليوم الوطني ال43 للإمارات . وهذه المناسبات ليست مجرد تواريخ في التقويم أو أيام عادية في تاريخ دولة الإمارات، إنها مفاصل مهمة وحيوية في مسيرة التنمية الداخلية، والمكانة التي حققتها الدولة على الخريطة العالمية، والتي أهلتها لتحتل الترتيب الأول في مؤشرات كثيرة تتعلق بالتنافسية العالمية، والابتكار، وحقوق الإنسان، وتقديم الخدمات، وسهولة توفير تقنية المعلومات وتكنولوجيا الاتصال، وغيرها .
يحق للإمارات الاحتفال بعلمها الذي يشكل رمز وحدتها، والاحتفال بالذكرى العاشرة لاختيار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قاد البلاد خلال السنوات الماضية واضعاً أمامه رفاهية المواطن وكرامته وأمنه أولوية قصوى، فطرح المبادرات التي توفّر للمواطنين كل مستلزمات الحياة، وتؤمن لهم فرص العمل، وتساعدهم في إدارة حياتهم بسهولة بعيداً عن الضغوط الاقتصادية، فكانت مبادرة "أبشر" لتوفير فرص العمل في القطاعين العام والخاص، ومبادرة صندوق الديون المتعثرة، ومبادرة بناء المساكن الجديدة وصيانة القديم منها، ومبادرات تعزيز البنية التحتية من شوارع وجسور وأنفاق ومشاريع تنموية وبحثية وتعليمية، جميعها صبّت لمصلحة المواطن، ليشعر في النهاية أن وراءه دولة تحميه وتقدم له خدمات ذات نوعية عالية، وتؤمن له الأمن والأمان والاستقرار، بل ووفرت له مبادرة "اهتمام للابتكار المجتمعي"، التي أطلقتها وزارة شؤون الرئاسة، وفتحت آفاق المشاركة للمواطنين والمقيمين ليشاركوا في طرح المبادرات والأفكار والمقترحات .
ويحق للإمارات الاحتفال بيومها الوطني الثالث والأربعين، الذي يجسد أكثر التجارب الوحدوية نجاحاً وثباتاً واستقراراً، كما يجسد التفاف الشعب الإماراتي حول قادته معلناً أنه لن يحيد عن درب الاتحاد، لأنه أصبح قدر المواطنين جميعا، وأصبح تاريخهم الذي يعتزون به، كونه يشكل نقطة الانطلاق المضيئة التي شكلت كياناً أثبت للعالم أجمع، أنه كان الخيار الصحيح والضروري لنهضة البلاد وتقدمها وتعزيز هويتها الوطنية ذات البعد العربي والإسلامي .
إن الاحتفال بمناسبة اليوم الوطني هذا العام يكتسب أهمية كبيرة، كونه يهلّ علينا في ظروف استثنائية إقليمياً وعالمياً، وفي ظل أحداث صعبة شهدتها المنطقة، أُريد منها نشر الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار . وعلى الرغم من تعقيدات المرحلة، وضبابية الأحداث حينا ووضوحها أحياناً أخرى، وتعقيداتها في مراحل معينة، إلا أن السياسة الحكيمة التي انتهجها القادة، والوعي الذي أبداه الشعب أوصل سفينة الوحدة والتنمية والأمن والاستقرار إلى بر الأمان . ولن يحول دون الاستمرار في هذا النهج أي عائق أو حدث أو تصريح هنا أو هناك، أو عمل عدواني هنا أو هناك، طالما أن سياسة الإمارات الخارجية انحازت إلى جانب تحقيق السلام في كل مناطق وبؤر النزاع والصراع ولاسيّما العربية منها، وطالما اختارت طريق الوسطية ومبادئ التسامح والانفتاح على الجميع، واختارت الوقوف في وجه القوى الظلامية والإرهاب الأعمى الذي يضرب في كل مكان، متخفياً بالإسلام، والإسلام منه براء .
لقد استطاعت دولة الإمارات والعقول التي تدير الأزمات فيها، وعلى رأسها قمة الهرم في السلطة، أن تتعامل مع الأحداث الطارئة بحكمة حيث يتوجب الحكمة، وبالحسم حيث يتوجب الحسم، فوقف إلى جانب الأشقاء في مصر، في مواجهة الإرهاب الذي يريد أن يزرع الفوضى في مصر، ويدمّر جيشها، ويخطفها إلى المجهول، كما وقفت مع الشرعية الليبية لإعادة الاستقرار إلى الشعب الليبي الشقيق، ويتمتع بخيراته وثرواته ويعيد بناء دولته بعيداً عن الحركات المتطرفة والفكر المتزمت، كما تقف إلى جانب الشعب السوري في محنته، وتقدم كافة أنواع الدعم لتخفيف معاناة المهجّرين والنازحين، وتقف الإمارات إلى جانب الشعب الفلسطيني منذ سنوات طويلة، وتقدم له الإمكانات ليصمد في أرضه ويدافع عن مقدساته، ويبني دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
إن هذه المواقف الإنسانية والمبدئية والوطنية هي التي تتشكل منها السياسة الخارجية لدولة الإمارات، وهي في نفس الوقت ملتزمة بمبدأ عدم التدخل في شؤون الغير، طالما أن (الغير) لا يتدخل في شؤونها، ولكنها ستقف وقفة رجل واحد إذا ما حاول أحد ما أو حاولت جهة ما، زعزعة الاستقرار والأمن في هذا البلد الآمن، الذي يحتضن ملايين العمال والموظفين العرب والأجانب من عشرات الجنسيات، يتمتعون بحقوق ويلتزمون بالواجبات وفق القوانين السارية، ويدعمون بلادهم وأسرهم، ويشكلون مورداً مهماً لازدهار أوطانهم، ويقومون في الوقت ذاته بالمساهمة في التنمية .
إن الازدهار الذي تعيشه الإمارات لا ينعكس على مواطنيها فحسب، وإنما يمتد ليشمل بلداناً كثيرة، من خلال طرائق كثيرة ووسائل مختلفة، والمحافظة على استقرارها هو المحافظة على ضمان ازدهارها وازدهار دول ومجتمعات كثيرة، وهذه مهمة ليست سهلة على الإطلاق، فالتعامل مع ثقافات ولغات ومعتقدات وأساليب حياة مختلفة أمر معقّد للغاية، إلا أن الإمارات استطاعت احتواء هذه الثقافات من خلال احترامها، والاحترام موقف حضاري وفكري وإنساني عميق ومتقدم، مطلوب بلورته في هذا الظرف الراهن بالذات، وسط دعوات البعض إلى التطرف والتخريب ومصادرة حقوق وآراء الغير، وظهور تنظيمات وجماعات لا تؤمن إلا بما يدور في رؤوسها، وتريد إعادة العالم العربي والإسلامي إلى عصور الاقتتال والتزمت، والانفصال عن حركة الإنسانية وإنجازاتها الحضارية والعلمية .
إن التزام الإمارات باحترام الآخر موقف يجسد معنى الحرية الحقيقية، ويقدّر خيارات الآخرين، ويفتح آفاقاً واسعة للحوار المدني الحضاري والعقائدي، وتشجع الإمارات منذ سنوات طويلة هذا النوع من الحوارات، وترى أنها الوسيلة الإنسانية الوحيدة التي تقود إلى نتائج إيجابية، أما الحوار بالحروب والاقتتال، فإنه لا يؤدي إلا إلى دمار وتخلف، والقضاء على الإنجازات .
الإمارات، وهي تقترب من يومها الوطني ال،43 ترتدي ثوب الحكمة الأجمل، لتضرب مثلاً للتعايش بين الثقافات والمعتقدات، وتنحاز للحرية في أبهى صورها .