دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، الجمعة، إلى مضاعفة الدعم الدولي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مؤكداً التزام دول الخليج بدعمها في ظل الحرب على قطاع غزة.
وقال البديوي، خلال مشاركته في اجتماع رفيع المستوى للأونروا، عُقد على هامش الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مستويات "كارثية"، في ظل تدمير واسع للبنى التحتية والمدارس والمستشفيات من جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، محذراً من أن استمرار الحرب جعل الوكالة شريان الحياة الوحيد لمئات الآلاف من الفلسطينيين.
وأوضح أن الأونروا باتت المصدر الأساسي للخدمات الإنسانية والإغاثية، معتمداً عليها مئات الآلاف من الفلسطينيين في الغذاء والدواء والمأوى والتعليم، مشيراً إلى أن هذا الدور الحيوي يزداد أهمية في ظل التدهور المتواصل للأوضاع.
وأكد التزام دول مجلس التعاون بمواصلة دعم الوكالة على المستويات كافة، معتبراً أن ذلك الموقف يأتي امتداداً لسياسة خليجية ثابتة في مساندة الشعب الفلسطيني وحقه في العيش الكريم إلى حين التوصل إلى حل عادل وشامل لقضيته.
وأضاف أن مجلس التعاون ينضم إلى صوت الأمم المتحدة في الدعوة إلى تكثيف جهود المجتمع الدولي ومؤسساته، وتقديم جميع أشكال الدعم للأونروا، حتى تتمكن من الاستمرار في أداء رسالتها الإنسانية في التخفيف من معاناة الفلسطينيين.
ولفت البديوي إلى أن معاناة الفلسطينيين لا تقتصر على غزة، بل تشمل أيضاً المخيمات في الضفة الغربية التي تعيش أوضاعاً متدهورة بسبب التصعيد والانتهاكات اليومية، ما يجعل الحاجة إلى تعزيز دور الأونروا أكثر إلحاحاً.
واعتبر أن التحديات التي تواجه الوكالة في المرحلة الراهنة تتجاوز قدراتها التمويلية والإدارية، داعياً الدول المانحة إلى زيادة مساهماتها المالية لتغطية العجز وضمان استمرار برامجها الأساسية.
وأشار إلى أن مجلس التعاون الخليجي سيواصل التزامه تجاه دعم الأونروا، مؤكداً أن الحفاظ على دورها يمثل جزءاً أساسياً من الجهود الدولية الرامية إلى التخفيف من آثار الحرب وحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
وتواجه "الأونروا" واحدة من أخطر الأزمات المالية في تاريخها، إذ تعاني من عجز حاد في الميزانية بات يهدد قدرتها على الاستمرار في تقديم خدماتها الأساسية للاجئين الفلسطينيين، لا سيما في قطاع غزة الذي يواجه عدواناً إسرائيلياً متواصلاً منذ قرابة عامين.