نجحت الوساط القطرية في الإفراج عن الزوجين البريطانيين بيتر وباربي رينولدز من الأسر في أفغانستان بعد أشهر من الاحتجاز، ووصلا إلى الدوحة للقاء أسرتهما.
وأكد هذا النجاح دور قطر المحوري كوسيط موثوق في القضايا الدولية المعقدة، إذ عبر السفير البريطاني نيراف باتل عن امتنانه العميق لمثابرة قطر وتصميمها على الوساطة.
وأشادت عائلة الرهينتين بالجهود الحاسمة التي أنهت أشهرا من القلق والمعاناة، مؤكدة التزام قطر بدورها الفعال في حل النزاعات.
من جانبه، أعرب وزير شؤون الشرق الأوسط بالحكومة البريطانية، هيمش فولكنر، عن ارتياحه للإفراج عن رينولدز وزوجته في أفغانستان، مشيداً بالدور الحيوي الذي لعبته قطر في عملية الإفراج.
كما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول مطلع قوله إن قطر أجرت محادثات مع "سلطات طالبان" على مدى عدة أشهر، بالتنسيق مع الحكومة البريطانية وعائلتي الزوجين، لإطلاق سراحهما.
وأضاف المصدر أنه طوال فترة احتجازهما، قدمت لهما السفارة القطرية في كابل دعماً أساسياً تضمن إمكانية العرض على طبيب والحصول على أدوية، والتواصل المنتظم مع عائلتيهما.
بدورة، قال عبد القهار بلخي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية، على منصة "إكس"، إن أفغانستان لا تنظر إلى القضايا المتعلقة بالمواطنين من منظور سياسي أو للتبادل، لافتاً إلى أن الزوجين انتهكا القوانين الأفغانية.
كما أعرب المبعوث البريطاني الخاص إلى أفغانستان ريتشارد ليندسي عن شكره لقطر، خلال حديثه لقناة "سكاي نيوز" البريطانية، مشيراً إلى أن الزوجين كانا في غاية السعادة عندما سُئلا عن وضعهما، وأوضح أنه لا يعلم سبب احتجازهما.
ولفت إلى أن سبب احتجازهما "متروك بكل وضوح للسلطات هنا، لكننا ممتنون جداً لأن اليوم، على الأقل، هو يوم إنساني عظيم لأن شملهما سيلتئم مع عائلتيهما".
وكانت الداخلية الأفغانية قد اعتقلت، في فبراير الماضي، الزوجين البريطانيين، في حين نقلت "رويترز" عن متحدث باسم الداخلية الأفغانية أن السلطات آنذاك اعتقلت أربعة أفراد، هم بريطانيان وأمريكية من أصل صيني ومترجم فوري بصحبتهم.
ونجحت الوساطة القطرية منذ بداية العام الجاري، في التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وطالبان، وتحديداً في شهر يناير الماضي، كما نجحت في تيسير الإفراج عن مواطن أمريكي في مارس الماضي.