قال مركز القدس للشؤون العامة إن الشراكة الاستخباراتية بين الاحتلال الإسرائيل وأبوظبي لعبت دوراً محورياً في الضربات التي استهدفت قيادات بارزة بجماعة الحوثي في اليمن.
وأوضح المركز في تقرير أعده المحلل الإسرائيلي يوني بن مناحيم أن اليمن تحوّل إلى ساحة مواجهة مباشرة بين الاحتلال الإسرائيلي ومحور إقليمي تقوده إيران، خصوصاً بعد الغارة التي أسفرت عن مقتل رئيس وزراء الحوثيين غير المعترف به أحمد غالب الرهوي وعدد من وزرائه في صنعاء نهاية أغسطس الماضي.
وأشار التقرير إلى أن عملية الاغتيال فتحت الباب أمام تكثيف تبادل المعلومات بين "إسرائيل" والولايات المتحدة والإمارات، في ظل استمرار الهجمات الحوثية بالصواريخ والطائرات المسيرة التي تهدد الملاحة والأمن الإقليمي.
وبحسب مسؤولين أمنيين إسرائيليين، تستعد المؤسسة الدفاعية لاحتمال رد حوثي يستهدف شخصيات سياسية وأمنية إسرائيلية رفيعة أو منشآت حيوية، وهو ما دفع لتشديد الإجراءات الأمنية. كما اعتبروا أن الحوثيين باتوا الوكيل الأكثر نشاطاً لإيران، وأن استهداف قياداتهم يمثل مرحلة جديدة في "معادلة الردع".
وأضاف التقرير أن "إسرائيل" اعتمدت خلال العام الأخير على توسيع عملياتها من ضرب المنشآت الاقتصادية إلى "التحييد المباشر"، أي تصفية القيادات، مشيراً إلى أن هذا التحول ما كان ليتم دون دعم لوجستي من شركاء إقليميين، في مقدمتهم أبوظبي التي يوفّر وجودها العسكري على السواحل اليمنية قاعدة مهمة لـ"إسرائيل" لتعزيز حضورها الاستخباراتي.
ولفت المركز إلى أن الولايات المتحدة فضّلت إبقاء دورها في حدود العقوبات الاقتصادية وتجنبت التدخل العسكري، فيما تولت إسرائيل زمام العمليات الميدانية. وخلص إلى أن هذه الاستراتيجية حققت لتل أبيب "إنجازاً نوعياً" بضرب القيادة السياسية للحوثيين، لكنها في الوقت نفسه تدفع الجماعة لإعادة تقييم أسلوبها في مواجهة تل أبيب.
وختم التقرير بالتأكيد أن استمرار هجمات الحوثيين ضد "إسرائيل" قد يفاقم التصعيد في البحر الأحمر والمنطقة، غير أن التعاون الإسرائيلي – الإماراتي يمنح تل أبيب هامشاً أوسع للمناورة العسكرية والاستخباراتية.