أظهرت مسودة قرار للقمة العربية الإسلامية الطارئة، المقرر انعقادها في قطر اليوم الإثنين، أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة يشكل تهديدًا مباشرًا لمسار تطبيع العلاقات بين تل أبيب والدول العربية، ويقوّض فرص السلام في المنطقة.
وأكدت المسودة أن “الاعتداء الإسرائيلي على قطر واستمرار الممارسات العدائية، بما في ذلك الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والحصار والأنشطة الاستيطانية، يهدد كل ما تحقق في مسار التطبيع، بما يشمل الاتفاقيات الموقعة والمحتملة مستقبلاً”.
وفي الاجتماع الوزاري العربي الإسلامي التحضيري الذي انعقد الأحد في الدوحة، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الهجوم الإسرائيلي “يمثل إرهاب دولة مكتمل الأركان”، مشددًا على أن صمت المجتمع الدولي هو ما شجع "إسرائيل" على التمادي في انتهاكاتها.
وأضاف: “لقد آن الأوان لإنهاء سياسة الكيل بمكيالين، ومحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني والاعتداء الغادر على قطر”.
وأشار الشيخ محمد إلى أن بلاده، رغم العدوان، ستواصل جهود الوساطة بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى، لكنه شدد على أن “تمادي إسرائيل في خرق القانون الدولي يستدعي ردًا عربيًا وإسلاميًا ملموسًا”.
من جانبها، أعلنت حركة حماس أنها وجهت مذكرة عاجلة إلى وزراء الخارجية العرب والمسلمين، وإلى منظمات إقليمية ودولية، طالبت فيها بالتحرك لوقف العدوان على غزة والضفة والقدس.
وكشفت أن الهجوم الإسرائيلي الأخير استهدف منزل رئيس وفدها المفاوض خليل الحية في الدوحة مساء 9 سبتمبر، ما أسفر عن استشهاد نجله همام ومدير مكتبه جهاد لبد وثلاثة مرافقين، إضافة إلى أحد أفراد الحماية القطرية، بينما نجا أعضاء الوفد المفاوض.
ووصفت الحركة العملية بأنها “محاولة اغتيال جبانة” هدفها إفشال جهود وقف إطلاق النار، مؤكدة أن “الاعتداء يشكل انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر الوسيطة في المفاوضات”.
وذكّرت بأن "إسرائيل" كانت قد انقلبت على اتفاق 17 يناير الماضي، واستأنفت هجماتها “بمجازر وعمليات تهجير وتجويع رغم التزام الحركة ببنوده”.
على الصعيد الدبلوماسي، شهدت الدوحة الأحد اجتماعًا مغلقًا لوزراء الخارجية العرب والمسلمين، بمشاركة نحو خمسين مسؤولًا، لمناقشة الرد على العدوان الإسرائيلي وصياغة مشروع بيان يرفع إلى القمة اليوم الإثنين.
وأفادت مصادر دبلوماسية أن الاجتماع يتجه لاعتماد موقف موحد “شديد اللهجة” ضد ما وصفته بـ“العربدة الإسرائيلية”، وسط دعوات لتفعيل أدوات الضغط العربي لمنع تكرار الاعتداءات على أي دولة في المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن انعقاد القمة الطارئة “يعكس حجم التضامن العربي والإسلامي مع قطر، ورفضًا قاطعًا لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل”.
وتوافد قادة ومسؤولون إلى العاصمة القطرية، بينهم الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين طه، للمشاركة في القمة التي تأتي بعد أيام قليلة من الهجوم على الدوحة.
وكانت "إسرائيل" قد شنت الثلاثاء الماضي غارة جوية استهدفت قيادات من حركة “حماس” داخل أحد المجمعات السكنية في الدوحة، وهو ما أدانته قطر بشدة، مؤكدة احتفاظها بحق الرد.
وأثار الاعتداء إدانات عربية ودولية واسعة، اعتُبرت رسالة خطيرة موجهة لدولة تقوم بدور الوساطة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.