اندلع تمرد عسكري داخل حامية عسكرية تابعة للجيش اليمني في منطقة حدودية بين اليمن والسعودية، وفق ما نقلت صحيفة "عربي21" عن مصادر لم تسمها.
وذكرت أن محور البقع العسكري الذي تشرف عليه وزارة الدفاع السعودية شرق محافظة صعدة المعقل الرئيس للحوثيين، على الحدود مع المملكة، شهد تمردا عسكريا منذ أيام، رفضا لتعيين قائد جديد للمحور.
وأفاد مصدر عسكري مسؤول أن تمردا عسكريا وسط ما يسمى "محور البقع" العسكري في منطقة البقع شرق صعدة المحاذية لمنطقة الخضراء في نجران، جنوبي المملكة، نشب رفضا لتعيين، رداد الهاشمي، قائدا للمحور خلفا لعبدالرحمن اللوم الوادعي.
وقال المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه، الأحد، إن رفض الوحدات المنضوية في المحور لتعيين "الهاشمي" وهو قيادي سلفي، بدلا عن اللوم، لأسباب عدة من بينها أن الأول "لا يصلح للقيادة وصفحته سوداء"، على حد قوله.
ومحور البقع يحتل أهمية استراتيجية كونها يسيطر على ميناء البقع البري اليمني الذي يحاذيه ميناء الخضراء السعودي، ويربط بين عدة محافظات عدة شمال اليمن، وكان منفذا للمسافرين والبضائع مع تلك المحافظات قبل اندلاع الحرب 2015.
وأضاف أن "الهاشمي" سبق أن دمر محور كتاف ( وهو محور عسكري شكلته وتشرف عليه السعودية منذ سنوات)، عسكريا، بعدما تسبب في وقوع نحو 1500 من جنود المحور أسرى لدى الحوثيين عام 2019، وهي الفضيحة التي لم تعد خافية على أحد.
وأشار المصدر العسكري المسؤول في محور البقع العسكري إلى أن "لا يمكن أن نقبل بأن يقودنا هذا الرجل"، ورفضنا ليس للأوامر بل لهذه الشخصية الفاشلة.
وبدأ التمرد وفق مصادر أخرى، باحتشاد وخروج جنود وعسكريو محور البقع على متن مركبات عسكرية صوب مقر قيادة المحور، وسط هتافات رافضة للهاشمي، والمطالبة بالإبقاء على القائد الحالي للمحور، عبدالرحمن بن اللوم الوادعي.
وكان محور كتاف الخاضع لإشراف القوات السعودية، قد تعرض لهزيمة كبيرة في منطقة عملياته في "وادي جبارة" التابعة لمديرية كتاف، شرق مدينة صعدة، بعد نجح مسلحي الحوثي في تنفيذ هجوم مضاد على قوات المحور وإيقاعها في حصار خانق عام 2019.
وأسفر الحصار الذي استمر لأيام في وقوع ما يزيد عن ألف جندي أسرى لدى الحوثيين بعد استسلامهم، إضافة إلى ضباط وعسكريين سعوديين. فضلا عن اغتنام عشرات المركبات وكميات كبيرة من الأسلحة بعدما عجز الطيران السعودي في فك الحصار.
وجاء قرار تعيين الهاشمي قائدا لمحور البقع بعد دمجه بمحور كتاف الذي يقوده حاليا، في سياق إعادة هيكلة التشكيلات التي شكلتها وسلحتها السعودية قبل سنوات، لاسيما المنتشرة على طول الحدود الجنوبية السعودية مع محافظة صعدة، المعقل الرئيس لزعيم الحوثيين، شمالي اليمن.
وتشرف القوات السعودية على عدد من المحاور العسكرية المنتشرة في الجزء الحدودي اليمني المحاذية لحدود الظهران ونجران وجيزان، وهي "محور مران" (غرب وجنوب صعدة) ومحور "علب" ( شمال غرب صعدة) و"محور البقع" و"محور كتاف" ( شرق وشمال صعدة).
ومحافظة صعدة، هي المعقل الرئيس للحوثيين، شمالي اليمن، وتتألف من 12 مديرية، تسع منها تقع على الحدود مع نجران وجازان وعسير، جنوب المملكة.
فيما تبلغ المساحة المشتعلة على طول الشريط الحدودي بين البلدين نحو 400 كيلومتر، تمتد من صعدة مرورا بمحافظة الجوف وحجة شمال وشمال غرب البلاد.