بحث الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي مستشار الأمن الوطني، مع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالسعودية، سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين.
جاء ذلك خلال استقبال ولي العهد السعودي للشيخ طحنون بن زايد، أمس الخميس، في مكتبه بقصر السلام بجدة، حيث تم استعراض العلاقات الثنائية وآفاق التعاون في مختلف المجالات.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات "وام" أن الشيخ طحنون بن زايد نقل تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.
وجرى خلال اللقاء التطرق إلى التنسيق المشترك إزاء تطورات الأوضاع الإقليمية، والجهود المبذولة لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، إلى جانب مناقشة عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الشيخ طحنون بن زايد أن هذا اللقاء يأتي في إطار التشاور المستمر بين قيادتي البلدين، ويجسد حرص الإمارات على دعم العمل العربي المشترك، وتكثيف التعاون والتنسيق الإقليمي لضمان مستقبل مستدام يسوده السلام والنماء.
يأتي هذا اللقاء، في ظل ما يُعتقد أنه فتور في العلاقات بين الجانبين، نتيجة تباينات متزايدة حول عدد من الملفات الإقليمية الحساسة وصراع النفوذ في بعض المناطق.
وخلال الفترة الماضية، تكررت تسريبات إعلامية تؤكد وجود خلافات بين الرياض وأبوظبي، تعود إلى تباين في الرؤى الجيوسياسية، واختلاف في التعاطي مع ملفات إقليمية مثل اليمن، خاصة في ما يتعلق بمحافظتي حضرموت وشبوة، إضافة إلى التقارب السعودي الإيراني، والخلافات حول سياسات الطاقة والتنافس الاقتصادي بين البلدين.
كما كشفت التطورات في الملف السوري عن تباعد واضح في المواقف؛ إذ انخرطت السعودية في دعم الإدارة الجديدة في دمشق بعد تراجع نفوذ نظام بشار الأسد، بينما بدت الإمارات أكثر تحفظًا وأقل حماسًا للانخراط في هذا المسار، على الرغم من إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع النظام السوري.
أما في الملف السوداني، فتصاعد الخلاف بشكل لافت، حيث دعمت أبوظبي قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في حين وقفت الرياض إلى جانب الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، ما كشف عن تباين جوهري في الرؤية تجاه مستقبل السودان.
وفي تطور نادر ومؤشر على تصاعد التوترات، عاد النزاع الحدودي بين البلدين إلى السطح في أبريل 2024، عندما قدّمت السعودية شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة، اتهمت فيها الإمارات بالتعدي على منطقة "الياسات" البحرية المتنازع عليها. وانتقدت الرياض قرار أبوظبي الصادر عام 2019 الذي صنّف المنطقة كمحمية بحرية تابعة لأبوظبي، ما شكّل أول خلاف علني بهذا الحجم بين البلدين منذ سنوات طويلة.