أكد الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، اليوم الإثنين، على ضرورة وقف الحرب بين "إسرائيل" وإيران، محذراً من تداعيات ذلك على دول المجلس.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، في بيان عقب الاجتماع الذي عقد عبر الاتصال المرئي، إن عدداً من التداعيات والتحديات "قد تواجه دول المجلس نتيجة هذه التطورات المتسارعة، ومنها الآثار المترتبة على أي تصعيد قد يطال المنشآت النووية لما لها من آثار محتملة على البيئة الإقليمية والبنية التحتية الحيوية، بالإضافة إلى امتداد تلك الآثار على الجوانب الاقتصادية، وإمكانية تعطيل سلاسل الإمداد وحركة التجارة والطاقة، وتهديد سلامة الممرات المائية الحيوية".
وأضاف: "في هذه الظروف الدقيقة، ومع ما قد ينجم عنها من تداعيات فنية وبيئية خطيرة نتيجة أي استهداف للمنشآت النووية، نُؤكد أن الأمانة العامة لمجلس التعاون، وفي استجابة فورية تُجسّد وعياً دقيقاً بخطورة الوضع الراهن، تم تفعيل مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ، لاتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة على المستويات البيئية والإشعاعية كافة، ومتابعة المؤشرات الفنية بدقة، وذلك بالتنسيق الكامل مع الجهات المختصة في الدول الأعضاء، وعبر منظومات الإنذار المبكر، مع إصدار التقارير الفنية فور توفرها، ونشر البيانات المتعلقة بها، وقد تم إصدار البيان الأول في هذا الجانب لوسائل الإعلام".
ولفت إلى أن "المؤشرات الفنية حتى هذه اللحظة لا تزال ضمن النطاق الآمن، ولم يُرصد ما يدعو للقلق، مع استمرار حالة الاستنفار الكامل، ضماناً لأعلى درجات الجاهزية، وترسيخاً لليقظة المستمرة التي يتطلبها الموقف".
وختم حديثه بتأكيد أن مجلس التعاون "نشأ على قيم التضامن والعمل الجماعي، وظل يرى في الاستقرار دعامةً أساسية لأمن شعوبه ومصالحها، ويواصل التزامه بتهدئة التوترات، وتمكين الحوار، ومنع الانزلاق إلى أي صراع يهدد استقرار الخليج والعالم، ونُجدّد من هذا المنبر دعوتنا لجميع الدول والأطراف إلى ضبط النفس، والامتناع عن أي أعمال عسكرية، تفادياً لانزلاقٍ خطير نحو صراع أوسع لا يُمكن التنبؤ بنتائجه أو السيطرة عليه".
وفي حديث آخر لقناة "العربية"، أكد البديوي أن "دول المجلس تتابع عن كثب تطورات التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران"، مؤكداً أن جميع الدول الأعضاء أدانت الاعتداء الإسرائيلي الأخير على إيران، واعتبرته تصعيداً خطيراً يهدد أمن واستقرار المنطقة.
وذكر البديوي أن الأمانة العامة لمجلس التعاون عقدت اجتماعاً استثنائياً لمناقشة تداعيات الهجوم، مضيفاً: "أكدنا ضرورة وقف الضربات بين إسرائيل وإيران".
وشدد أيضاً على "أهمية استئناف المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، باعتبارها السبيل الأنجع لتجنيب المنطقة المزيد من التوتر والانزلاق نحو مواجهات أوسع".
وكان البديوي، أعلن في وقت سابق، أن وزراء خارجية دول الخليج سيعقدون اجتماعاً استثنائياً لمناقشة تطورات الأوضاع في ظل التصعيد العسكري بين "إسرائيل" وإيران، عبر الاتصال المرئي برئاسة وزير خارجية الكويت عبد الله اليحيا.
وأوضح أن المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي سيبحث خلال انعقاده آخر التطورات الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة، لا سيما التصعيد الإسرائيلي الإيراني.
وكانت دول مجلس التعاون قد أعربت عن إدانتها للهجمات الإسرائيلية على إيران واعتبرتها "تمثل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
كما طالبت الدول الخليجية "المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لتجنب التصعيد الذي قد يشعل فتيل صراع أوسع، ستكون له عواقب وخيمة على السلم الإقليمي والدولي".
ويبذل قادة الخليج أيضاً نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً لحشد الجهود الدولية لوقف التصعيد المتزايد في المنطقة، في أعقاب تصاعد الحرب بين "إسرائيل" وإيران.
ويوم الجمعة الماضي (13 يونيو)، شنت "إسرائيل" هجوماً واسعاً استهدف منشآت نووية وقواعد صواريخ داخل إيران، أدى إلى اغتيال عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين.
وردت إيران في اليوم نفسه بسلسلة من الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة، بلغ عدد موجاتها 8 موجات، ولا يزال القتال مستمراً حتى اليوم.