قال الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية والسفير السابق في واشنطن ولندن، إن ما يحدث في غزة هو "جريمة غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية"، مؤكدًا أن "إسرائيل" ترتكب "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين والعالم يكتفي بالمشاهدة.
وأوضح الفيصل، في تصريحات صحفية، أن المجازر الجارية في القطاع ترافقها مآسٍ إنسانية شاملة تشمل التهجير والمجاعة والأمراض، مشددًا على أن "التعاطف وحده لا يكفي، بل يجب وقف القتل فورًا"، مضيفًا أن "الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه اللاإنسانية هي وقف القتال والاعتراف بالدولة الفلسطينية".
وانتقد الأمير السعودي الدعم الغربي لـ"إسرائيل"، متهكمًا على التصريحات الأميركية التي تدعو لإقامة دولة فلسطينية في أراضٍ بعيدة عن الضفة الغربية، ومؤكدًا أن مثل هذه المواقف "لا قيمة لها"، خصوصًا حين تصدر من شخصيات "تمثل إسرائيل أكثر من تمثيلها للولايات المتحدة"، على حد وصفه.
وأشار الفيصل إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي هو العقبة الأساسية أمام السلام، وقال: "من العبث القول إن الحكومة الإسرائيلية تريد السلام، فهي تسعى لسرقة الأرض وتهجير الفلسطينيين". ودعا إلى معاقبة "إسرائيل" كما تم معاقبة روسيا بسبب أوكرانيا، مؤكدًا أن "ما تفعله إسرائيل أسوأ مما تفعله روسيا".
وحول مسار التطبيع، شدد الفيصل على أن "لا تطبيع مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية"، مضيفًا بلهجة حادة: "من لا يسمع هذا الموقف السعودي عليه أن يراجع سمعه".
وفي تعليقه على التوترات مع إيران، أشاد الفيصل بموقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي "خالف رغبة نتنياهو في التصعيد مع طهران، وسعى لمفاوضات نووية جديدة بدلًا من إشعال حرب في المنطقة"، معربًا عن أمله في أن يتحرك ترامب أو أي رئيس أميركي آخر بمثل هذه الاستقلالية لدعم حل الدولتين في فلسطين.
وختم الفيصل بالتأكيد على أن "الحل الوحيد" للأزمة الفلسطينية يتمثل في نزع مبررات "إسرائيل"، عبر العصيان المدني وليس السلاح، داعيًا الإسرائيليين إلى أن "يضعوا السلاح جانبًا" ويتجهوا نحو مفاوضات حقيقية.