كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الأربعاء، عن اجتماعات جمعت مفاوضين أمريكيين بوسطاء عمانيين لمناقشة بدائل دبلوماسية بشأن ملف التخصيب النووي الإيراني، في محاولة لاحتواء الخلاف المتصاعد بين واشنطن وطهران حول شروط العودة للاتفاق النووي.
وتركزت المناقشات، وفقاً للصحيفة، على مقترحات لإبقاء المحادثات مع طهران مستمرة، بما في ذلك فكرة نقل بعض أنشطة التخصيب إلى دول ثالثة. وقد نوقشت هذه الفكرة تحديداً خلال لقاءات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في روما بحضور وسطاء عمانيين.
وتأتي هذه الجهود عقب سلسلة اجتماعات متوترة بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين نقلت الصحيفة تفاصيلها عن مصادر إسرائيلية. وتمحورت تلك الاجتماعات حول رفض إسرائيل القاطع لأي اتفاق يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها.
وأوضحت "التايمز" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هدد بإيقاف المفاوضات الجارية ما لم تشدد واشنطن موقفها، ملوحاً باحتمال تنفيذ ضربة جوية واسعة ضد المنشآت النووية الإيرانية خلال ساعات، وهو ما سيحدّ من قدرة إدارة ترامب على التدخل.
وكشفت الصحيفة عن اتصال هاتفي متوتر على الأقل جمع نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث برزت مخاوف إسرائيلية من عودة واشنطن لاتفاق مشابه لـ"خطة العمل الشاملة المشتركة" لعام 2015. ويصر نتنياهو على أن "الاتفاق الجيد الوحيد" هو الذي يفضي إلى تفكيك كامل لمنشآت التخصيب الإيرانية، خاصة المحصنة تحت الأرض، مما يتطلب تنسيقاً عسكرياً مباشراً مع القوات الأمريكية.
في المقابل، يرى ترامب أن التوصل لاتفاق يظل خياراً أفضل من التصعيد العسكري، معرباً عن تفاؤله بإعلان "مبادئ مشتركة" قريباً، رغم الشكوك المتزايدة داخل إدارته حول نوايا إيران.
وتندرج المباحثات في مسقط وروما ضمن جهود دبلوماسية متواصلة لإنقاذ المسار التفاوضي بين واشنطن وطهران، وسط تصعيد إسرائيلي في الخطاب وتحذيرات من عمل عسكري وشيك. وتُعد الوساطة العُمانية فرصة حاسمة لإبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع تسارع التطورات الميدانية والسياسية حول الملف النووي الإيراني.