شددت دولة الإمارات على ضرورة الانتقال إلى حكومة مدنية مستقلة في السودان بعيداً عن السيطرة العسكرية لاستعادة الاستقرار، وفق ما أفادت وكالة أنباء الإمارات (وام)، اليوم السبت.
جاء ذلك خلال لقاء محمد أبوشهاب مندوب الإمارات الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك مع روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة الشؤون السياسية وبناء السلام.
وذكرت "وام" أن اللقاء كُرس لبحث الوضع الكارثي في السودان، حيث أكدت الإمارات ضرورة وقف إطلاق النار فوراً.
كما شددت على حياد المنظمات الدولية لضمان وصول المساعدات دون عوائق سياسية أو عسكرية تُعيق إغاثة الشعب السوداني. داعيةً إلى تجنب أي تحيز قد يُعيق بناء السلام ويُطيل أمد الصراع.
وأكدت دولة الإمارات أن استخدام ذريعة السيادة لمنع وصول المساعدات الإنسانية أمر غير مقبول، مشددة على حق الشعب السوداني في الدعم.
كما انتقدت ما أسمتها "التسريبات الانتقائية والتحريف المتعمد لعمل خبراء الأمم المتحدة"، مؤكدةً أن نزاهة آليات المنظمة ركيزة أساسية.
وشددت على أن حياد المنظمات الدولية ضروري للحفاظ على مصداقيتها، داعيةً إلى حماية العمل الأممي من التسييس.
وينتظر أن تصدر محكمة العدل الدولية بعد غدٍ الإثنين قرارها في القضية التي رفعتها السودان على أبوظبي، واتهمتها فيها بعدم الالتزام باتفاقية الإبادة الجماعية، فيما يتعلق بالهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع ضد الجيش.
وبدأت المحكمة النظر في الدعوى يوم 10 أبريل الماضي، وتقول الإمارات إن الدعوى دون أي أساس قانوني.
والأربعاء، أعلنت الأجهزة الأمنية الإماراتية، "إحباط محاولة لتمرير أسلحة وعتاد عسكري إلى القوات المسلحة السودانية بطريقة غير مشروعة".
وقال النائب العام، حمد سيف الشامسي، إن "أجهزة الأمن في الدولة ألقت القبض على أعضاء خلية متورطة في عمليات الوساطة والسمسرة والاتجار غير المشروع في العتاد العسكري، دون الحصول على التراخيص اللازمة من الجهات المختصة"، حسب وكالة أنباء الإمارات (وام).
ونفى الجيش السوداني التقارير، وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية العميد نبيل عبد الله، "إن هذه الاتهامات مضحكة وغير صحيحة.. وغريبة جدًا".
وأضاف أن "السودان دولة كاملة السيادة لها الحق في الحصول على الأسلحة من الجهات التي تراها مناسبة، ويحق لها التعامل مع من تشاء بالصورة التي تجدها مناسبة شأنها شأن أي دولة في العالم"، موضحًا أن هذا الأمر يتعلق بالعلاقات الدولية والتعاون الدولي.
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.