عبر أولياء أمور طلبة في مدارس خاصة بأبوظبي عن استيائهم من الزيادات المتتالية في الرسوم الدراسية، والتي تشكل عبئاً مالياً كبيراً على الأسر، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل لمراجعة هذه الزيادات وضمان عدالتها.
وتلقى العديد من أولياء الأمور إشعارات من مدارس أبنائهم تفيد بزيادة الرسوم الدراسية للعام المقبل 2025-2026، حيث جاءت الرسائل متشابهة في المضمون، مؤكدة أن الزيادة تأتي "تماشياً مع توجيهات دائرة التعليم والمعرفة".
وبررت المدارس هذه الزيادة بأنها تهدف إلى تحسين جودة التعليم من خلال الاستثمار في الكوادر التعليمية والبنية التحتية، وفقا لما أوردته صحيفة "الإمارات اليوم".
شكاوى من تضاعف الرسوم
أعرب أولياء الأمور عن استيائهم من الارتفاع المستمر في الرسوم، حيث أكد ولي الأمر محمود صديق أن رسوم مدرسة ابنه ارتفعت بنسبة 90% خلال خمس سنوات، من 15,400 درهم في 2018 إلى 33,400 درهم في 2025.
بينما أشارت مروة حسن إلى أن رسوم ابنتها زادت من 25,320 درهماً إلى 27,290 درهماً خلال عامين فقط.
كما أبلغت أماني مبارك أن رسوم ابنها في الصف السادس ارتفعت من 20,740 درهماً إلى 27,000 درهم في ثلاث سنوات، بينما ذكر أحمد عبدالرحمن أن رسوم ابنته في الصف الحادي عشر ستصل إلى 32,510 دراهم بعد أن كانت 26,300 درهم في الصف العاشر.
تأثير الزيادات على الأسر
أكد أولياء أمور أن هذه الزيادات أجبرت بعض الأسر على نقل أبنائهم إلى مدارس أخرى ذات رسوم أقل، حتى لو كانت بعيدة عن مكان السكن أو تتبع منهاجاً مختلفاً.
كما طالبوا بإنشاء مدارس غير ربحية أو ذات رسوم منخفضة لمحدودي الدخل، على غرار "أكاديميات الفلاح".
ردود المدارس
من جانبها، أوضحت إدارات المدارس أن الزيادات تأتي نتيجة ارتفاع التكاليف التشغيلية، بما في ذلك رواتب المعلمين وتحسين المرافق، مشيرة إلى أن بعض المدارس تواجه صعوبات في تغطية نفقاتها بسبب المتطلبات التنظيمية الصارمة.
مطالبات بالتدخل الرسمي
طالب أولياء الأمور الجهات المعنية بمراجعة آلية تحديد الرسوم، وربطها بأداء المدارس، وإيقاف الزيادات غير المبررة، مع التوسع في إنشاء مدارس ميسورة التكلفة لتخفيف العبء عن الأسر.
يُذكر أن هذه الزيادات أثارت جدلاً واسعاً حول سياسة التسعير في المدارس الخاصة، وسط دعوات لضمان توازن بين جودة التعليم وملاءمة التكاليف لقدرات الأسر.